قال أنا خاطب ولكني غير مرتاح من مخطوبتي وأحاول إقناع نفسي بأنها تناسبني ولا أعرف كيف أتصرف، قلت: هل تعرفت أنت على مخطوبتك شخصيا أم اعتمدت على كلام من حولك وأهلك عنها؟ قال: بل تعرفت عليها ورأيتها في بيت أهلها وتحاورت معها ولكني ما زلت مترددا، قلت: لماذا أنت متردد؟ قال: لا أعرف وكثيرا ما أتساءل متى يكون قرار التراجع عن الخطبة صحيحا؟ قلت: في عدة أسباب تدفع الخاطب للتفكير جديا في إنهاء الخطبة ومنها الحالة التي أنت فيها الآن، وهي التردد في استمرار العلاقة والشك في الراحة النفسية تجاه المخطوبة، قال: نعم فأنا أعيش هذه المشاعرالآن، قلت: في مثل هذه الحالات لا ننصح بالاستعجال في الزواج وإنما التروي في اتخاذ القرار، وإعطاء مهلة للتعارف بينكما أكثر حتى تستقر نفسيتك تجاه مخطوبتك ويساعدك في مثل هذه الحالة أمران اثنان وهما الاستخارة والاستشارة. قال: ولهذا أحببت أن أستشيرك، قلت: تصرفك صحيح، قال: وهل هناك أسباب أخرى تجعلني أنهي الخطوبة؟ قلت: نعم والسبب الثاني هو الاختلاف الديني أو الأخلاقي بين المخطوبين، فليس من السهل أنك تغير الطرف الآخر كما تريد وتحب، وخاصة إذا كان هو متعودا أو متربيا على أخلاقيات معينة، فكم شاب وعد فتاة قبل الزواج بترك التدخين أو الشرب ولم يترك بعد الزواج، وكم فتاة واعدت خطيبها بالحجاب بعد الزواج ولم تتحجب، فالمسألة ليست سهلة وخاصة إذا كان أحد الخاطبين يرتكب الكبائر مثل ترك الصلاة أو عقوق الوالدين أو الكذب أوالتكبر ففي مثل هذه الحالات التغيير لا يكون سهلا، قال: هذه نقطة مهمة لم أفكر بها فما هو السبب الثالث؟ قلت: اكتشاف أحد الخاطبين بأن الطرف الآخر لا يتحمل المسؤولية ويعتمد على الغير في جميع شؤون حياته، لأن الزواج مسؤولية كبيرة وفيه إدارة للبيت ورعاية لشؤون الأسرة ولا يخفى عليك اليوم متطلبات الحياة صارت كثيرة، والسبب الرابع لو اكتشفت أن الطرف الآخر يعاني من مرض نفسي أو في عائلته أمراض نفسية مثل الوسواس القهري أو الاكتئاب أو الانفصام، قال: نعم أعرف صديقا لي تزوج من فتاة واكتشف أنها تعاني أمراضا نفسية وحصل الطلاق بينهما بعد مرور سنة، قلت: هذا ما أقصده ولهذا لا بد أن تهتم بجمع المعلومات في فترة الخطبة، وكلما جمعت معلومات أكثر شعرت بارتياح أكثر في اتخاذ قرار الزواج. قال: ما رأيك في الخلاف بين المخطوبين علي نظرتهم للمستقبل أو إذا كان بين الطرفين عدم تكافؤ عقلي وثقافي؟ قلت: وهذا السبب الخامس وهو الخلاف حول المستقبل وعلاجه الحوار أثناء التعارف عن مستقبلهم التعليمي والسكني والمادي والوظيفي، أما السبب السادس فهو ما ذكرته بعدم التكافؤ العقلي والثقافي ولكن هذه الأمور ممكن تجاوزها في حال اتفاق الطرفين عليها، وأنا أعرف شابا تزوج من فتاة أقل منه تعليما وثقافة ولكنه شجعها حتى أكملت تعليمها وصارت مثله. وهناك مسألة أهم من هذه قد تفشل الخطوبة وهي النظرة السيئة للجنس الآخر أو عدم وجود الاحترام، فالأصل في الزواج التفاهم والاحترام، فلو كان الشاب ينظر للفتاة على أنها أقل منه شأنا وينظر لها نظرة دونية أو أن الفتاة لا تحترم الشاب وتحتقره فهذه من أكبر أسباب فشل الخطوبة وهذا هو السبب السابع، أما السبب الثامن فهو الغيرة المفرطة والشك المبالغ فيه فالزواج لن يكون سعيدا بوجود هذا السبب، والسبب التاسع والأخير تسلط أحد الطرفين على الآخر وحب تملكه أو تسلط الأم على الخاطب أو المخطوبة فيحدث صراع دائم داخل الأسرة، فهذه تسعة أسباب مهمة قد تؤدي لإنهاء الخطبة لو تم اكتشافها وعدم علاجها. drjasem@