يتفق الجميع على أن التبذير عادة مذمومة، تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية، التي طالما حذرت من الإسراف، إلا أن كثيرين ينتهجون هذه العادة في شهر رمضان، فتجدهم يبذرون ويسرفون على المأكل والمشرب إسرافًا كبيرًا ومن ثم لا يأكلون ما يطهون، وتكون سلة المهملات مصيره، بعد أخذ الحاجة منه، والتي لا تصل للنصف في أحسن الأحوال. ويعود سبب التبذير في شهر رمضان إلى الاعتقاد الخاطئ بين الناس بأن رمضان -شهر الجود والخيرات والكرم- هو شهر التلذذ بأصناف الطعام المختلفة وغير المعتادة في الأيام العادية، فينكب أرباب البيوت على الأسواق يأتون بحاجيات الشهر المتناثرة على البسطات عند أبواب المحال التجارية بكميات كبيرة قد لا يستخدمونها طوال الشهر؛ لزحمة المائدة بأصناف الطعام والشراب. إن التكافل والتراحم والرحمة عنوان العلاقات الإنسانية بين الناس في الشهر الكريم، وضرورة الإنفاق باعتدال وفي حدود المعقول بعيدا عن التبذير والإسراف التي هي صفة الشياطين، كما قال الحق تبارك وتعالى في سورة الإسراء الآية 27: «إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا».