تستعمرني الكلمات.. وأعلن لها ولائي.. وأضرب بيد من حديد.. كل من تسول له نفسه طرد هذا المحتل من دولة أناملي.. التي تحدها شرقا محبرتي.. وغربا أحرفي.. وشمالا بحيرة كان وأخواتها.. وجنوبا جبال الرفع والنصب والجزم والجر.. وهضاب حروف العلة وتوابعها..!! وتشدني لحظة المستعمر.. حينما ينهال على أناملي بسوط الحرف تارة.. وغربال المفردة تارة أخرى.. لأكون أسيرا تحت رحمة جلاد.. يجرني بإرادتي لتشكيل جيش من العملاء يملأ ساحة المدينة.. يفتش في شوارعها وأزقتها عن همزة وصل.. وفي منازلها عن ذخيرة همزة القطع.. ويجوب البحار والوديان.. لاسترجاع أسلحة المفردات لمواطن عشقها.. ومسقط رأسها..!! كل الكلمات التي تحتلنا.. ونؤمن بها لا تغادرنا.. حتى وإن غادرنا أصحابها.. نتذكر آثارها.. فهي لم تحكمنا بقوة السيف.. ولم تستعمرنا بقوة الطيران.. ولم تهددنا بالأسلحة المحرمة شرعا وقانونا.. بل كان احتلالها لنا عن طيب خاطر.. ورضا تام.. لأنها عشعشت داخل قلوبنا وعقولنا..!! زنبقة الحرف.. سلاح الحياة.. شريطة أن تكون الأنامل التي تغازله.. طبيبة عقول وقلوب.. تفتح الأبواب الموصدة.. وتنقل من يتجول في شوارع اليأس إلى حدائق الأمل.. ومن يسبح في بحيرة الأسى إلى شاطئ الفرح.. ومن يسير في الظلام لطريق النور..!! بعد هذا كله.. ألا تجدون أن محبتي لاستعمار الكلمات.. وعدم المطالبة بطرد المحتل.. حق مشروع؟ لن يطرد المحتل.. أما لماذا.. فاسألوا الشارع الرياضي عن البحيرة التي يسبح فيها كل عام والتي يصل عمقها للامعقول.. سرعة في الجنون.. نحول فيها الحق لباطل والعكس صحيح..!! في المشهد الرياضي.. كل المشاكل تسجل ضد مجهول.. أو بالأحرى تسجل ضد الآخرين ممن ليس لهم ناقة ولا جمل.. فيطير الصغار ويبقى الكبار.. أنها لعبة جديدة قديمة.. يحفظها الجميع عن ظهر قلب..!! نخلق العراقيل.. ونتبادل الاتهامات.. ويأتي الإعلام ومضاده.. وفي نهاية المطاف.. يخرج من له نفوذ سالما غانما رغم حجم خطئه.. ويتدبسي فيهاالفقير الغلبان الذي لا يمتلك النفوذ أو الواسطة..!! مشهد مخيف ومريب.. نتهم المندسين ونحن من صنع وبرمج وروج وسوق هذا الخلاف وذلك الاختلاف.. وفي نهاية المطاف نتهم الآخرين بأنهم من فرقونا وزرعوا الفتن بيننا.. يا سبحان الله..!! لن أطرد المستعمر من كلماتي وأناملي.. فهو الضمانة لعدم الشروع في حرب أهلية ما بين منطقي وعقلي وعواطفي ومحبرتي.. وما بين الآخرين من يتهم من. ومن يحاسب من؟ واتهام اتحاد الكرة ولجانه عنوان عريض في كل موسم.. ونظرية المؤامرة جاهزة.. وأصحاب الرأي بعيدون كل البعد عن وقف رمي الحجر المسموم في بحيرتهم..!! في المشهد الرياضي روايات أغرب من الأفلام الهندية في سيناريوهاتها وإخراجها ونصها.. يزرع الشوك في الطريق من قبل المنظرين.. وعندما يتعثر من يتعثر منهم.. كل أصابع الاتهام تتجه للآخر.. وهذا الآخر ربما إعلام وربما ناد.. حتى أنني لم أسمع مرة واحدة يعترف مسئول بالخطأ..!! في المشهد الرياضي.. يتجدد مسلسل ألف ليلة وليلة.. والمشاكل تتكرر.. والسيناريو جاهز كالعادة.. فالإعلام والإعلام المضاد.. لا يريد أن يتقدم خطوة واحدة للأمام.. وكأن هذا الإعلام اتفق في كل أطيافه على أن لا يتفق أبدا حتى على قضية واضحة المعالم.. ولو اعترف الجاني.. فالصورة دائما دعونا نختلف حتى على لون السماء والبحر..!! لن أطرد المستعمر من كلماتي وأناملي.. فهو الضمانة لعدم الشروع في حرب أهلية ما بين منطقي وعقلي وعواطفي ومحبرتي.. وما بين الآخرين.. على الأقل وجود هذا المستعمر كما أشرت في مقالات أخرى على هذا النحو.. يضمن لنا الخصام بدون عنف.. والشجار من على بعد..!!