يستخدم تعبير السقف الزجاجي للكناية عن أي حاجز غير مرئي يمنع من التحرك للأعلى، وعادة ما يستخدم إن كان هناك مانع من ارتقاء موظف لشغل وظيفة أعلى، ومهما يك من أمر فالحاجز الزجاجي يظهر وينكشف مع مرور الوقت. ورغم أن نظام العمل السعودي اهتم اهتماماً واضحاً في تطوير وتنمية الموارد البشرية المواطنة حيث خصص المشرع الباب الرابع برمته لتلك القضية، إلا أن السقف الزجاجي يزداد انتشاراً وسماكة. فقد أكد النظام أن يتوزع السعوديون وينتشروا في المهن والأعمال كافة، لكن هذا أمر ليس ظاهرة عامة في المؤسسات والشركات. ومن البداهة القول أن يحصل المواطنون على وظائف تناسب مؤهلاتهم وقدراتهم عند الدخول لكن لابد من أن يعدّ صاحب العمل لهم مسارات وظيفية تضمن تقدمهم في مجال العمل بما «ينسف» أية أسقف زجاجية. وليس الحديث هنا عن ترقية من لا تؤهله قدراته للترقية، بل الحديث هنا ينساق لمن يستحق الترقية وتولي صلاحيات أوسع لكن لسبب ما ليس له علاقة بالكفاءة والجدارة لا يحصل على الترقية المستحقة. ومن يظن أن أمراً من هذا النوع سيحدث عفو الخاطر فعليه أن يتأمل حوله ليجد أن التجارب الوطنية في اعداد السعوديين ليتقدموا في مسيرتهم الوظيفية دون عوائق تتركز –إجمالاً- في الشركات الحكومية أو شبه الحكومية مثل أرامكو وسابك والكهرباء والاتصالات، ومن القطاع الخاص تبرز تجربة السعودة في المصارف التجارية. إن تغلغل السعوديين في الوظائف التنفيذية والمهنية الفنية بحاجة لجهد تنظيمي ممنهج لإزالة موانع التقدم والارتقاء الوظيفي من أمام السعوديين والسعوديات من خلال لوائح محددة ومراقبة صارمة من الجهة الحكومية المعنية بمراقبة وتنظيم سوق العمل أما فيما عدا ذلك فعلينا التأمل، لنجد أن تغلغل السعوديين في الوظائف التنفيذية والمهنية الفنية بحاجة لجهد تنظيمي ممنهج لإزالة موانع التقدم والارتقاء الوظيفي من أمام السعوديين والسعوديات من خلال لوائح محددة ومراقبة صارمة من الجهة الحكومية المعنية بمراقبة وتنظيم سوق العمل، حيث تنص المادة 42 من نظام العمل «على كل صاحب عمل إعداد عماله السعوديين، وتحسين مستواهم في الأعمال الفنية والادراية والمهنية وغيرها، بهدف احلالهم تدريجياً في الأعمال التي يقوم بها غير السعوديين..» وفي حين أن هناك ندرة في السعوديين المشتغلين في القطاع الخاص حيث تبين الاحصاءات الرسمية أن مقابل كل 9 وافدين يعملون في القطاع الخاص هناك مواطن واحد يعمل.. ومع ذلك، فالأمر اللافت أن انتشارهم في المستويات الادارية والمهنية المتعددة بحاجة إلى مساندة حتى لا تحبط تطلعات ولا تحجم الاستفادة من قدرات الموارد البشرية المواطنة. توتير: @ihsanbuhulaiga