عندما يقال إن الكلمة الصادقة وطن، فلأنها تستوعب كل مشاعر الإنسان وأحاسيسه وطموحه وآماله.. أمنه واستقراره، إنها عالم فسيح الأرجاء .. فضاء تتلون أطيافه بالحب والانتماء والولاء والكبرياء.. فيء تستجير به النفوس من رمضاء الحياة وصهد معاناتها، فهي وطن يلوذ به الناس لإثبات وجودهم، وممارسة جميع واجباتهم وحقوقهم، وكما تحمل الكلمة الصادقة شرف المعاني الرائعة الجميلة، فإن الوطن يحمل أيضاً هذه المعاني الرائعة الجميلة.. وتوأمة الكلمة والوطن ينحو بنا إلى آفاق التلاحم مع الوفاء للخير والحب والصدق والجمال، ويدفعنا إلى الانحياز لجانب الفضيلة والسمو والترفع عن الدنايا. ثم إن الكلمة الصادقة هي التي تجسد ازدهار الوطن ورقيه، وهي التي ترسم آفاق مستقبله وتحدد ملامح نهضته، اعتماداً على معطيات الحاضر واستشرافا لاحتمالات المستقبل، كما تجسد الإيقاع المتناغم لمواكب التنمية، وهي تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق أهدافها وغاياتها ليزداد صرح البناء شموخاً وصموداً، أمام التحديات، ومن أبرز قنوات التوصيل التي تعتمد عليها الكلمة لأداء مهماتها في التحريض على البناء وترسيخ الوعي بأهمية الانتماء الوطني: الإعلام النزيه بوسائله المسموعة والمرئية والمقروءة.. ثم إن الكلمة الصادقة هي التي تجسد ازدهار الوطن ورقيه، وهي التي ترسم آفاق مستقبله وتحدد ملامح نهضته، اعتماداً على معطيات الحاضر واستشرافا لاحتمالات المستقبل، كما تجسد الإيقاع المتناغم لمواكب التنمية، وهي تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق أهدافها وغاياتها ليزداد صرح البناء شموخاً وصموداً. الذي يستطيع أن ينقل بالكلمة الصادقة ملامح الواقع، في ماضيه الأصيل وحاضره المشرق، ومستقبله الأكثر إشراقاً، معتمدا على أدواته الخاصة، ووفق ضوابط حددتها الأنظمة التي تخضع لها هذه الوسائل الإعلامية، ولم يكن الكتاب أقل شأناً من غيره في إبراز جوانب الفكر والثقافة، التي يقود إليها الوعي بمسؤولية المواطنة، وما تفرضه على المثقفين من وجوب المشاركة في البناء بالرأي السديد والفكرة البناءة والطروحات الجادة، والثقافة وإن كانت تسهم في العملية التنموية، لكنها في الوقت نفسه خطاب موجه للآخرين عن مستوى الوعي لدى أبناء الوطن، ودورهم في إشاعة الخير في المجتمع، ووضع أفراده في دائرة الإحساس بالمسؤولية، والمشاركة في دفع عجلة التنمية إلى الأمام . والكتاب هو أحد وسائل نقل الكلمة الصادقة، وبالثقافة الجادة التي يحملها الكتاب يتم التلاحم بين أبناء الأمة الواحدة، وليس الوطن الواحد فقط، ويتحقق التواصل بين أقطار وأمصار هذه الأمة، فالكتاب هو سفير الوطن في الخارج، وبمقدار عمق مادته وجديتها وجدواها.. يترك الانطباع الإيجابي المطلوب لدى المتلقي أينما كان، فالكتاب يحمل رسالة جليلة عن الوطن وإليه.. إنه يقوم بدور مزدوج لخدمة الإنسان، ويرفع من معدلات الوعي لينعكس ذلك فيما بعد على الوطن في صورته الكاملة والمشرقة. أما الشعر ذو الكلمة الصادقة.. فهو سجل حافل بالكثير من ملامح الوطن، وتضاريسه الفكرية، ومناخاته الثقافية، وعمقه التاريخي، من خلال استجلاء إيجابيات الماضي لتكوين أساس قوي للحاضر مع التفاؤل بالمستقبل واستشراف آفاقه.. الشعر بوتقة تنصهر فيها معاني حب الوطن، والحنين إليه عند الغياب، والتوق إلى رحابه إذا شط المزار ونأت الديار، والتألم بسببه إذا ألمت به الخطوب، أو تعثرت به الدروب، في أي مجال من مجالات الطموحات والآمال، أو في ناحية من نواحي العمل الدؤوب المتواصل، وشواهد النهضة لا تخفى على أحد، فلا غرابة أن تكون الاستجابة عفوية لدى الشعراء حيال كل الإنجازات التنموية، والإشادة بها. لذا كانت الكلمة وستظل وطنا يستوعب كل ملامح العلاقة بين الإنسان وتوقه للحياة الحرة الكريمة، في وطن يحمل الجميع حبه في قلوبهم، ويحرصون على أمنه واستقراره وازدهاره.