تحل ذكرى اليوم الوطني الحادية والثمانون، ونحن نشهد إنجازات عظيمة ما كانت لتتحقق لولا توفيق الله أولاً، ثم توحيد هذا الكيان المترامي الأطراف على يد المغفور له الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وتلك الإنجازات ما كانت لتستمر دون العمل والكد المتواصلين، واللحمة القوية بين ولاة الأمر وأبناء مملكتنا الحبيبة، ولا أدل على ذلك من وقوف الشعب يداً واحدة خلف قيادته أمام الأزمات والشدائد التي يواجهها الوطن الغالي. فبرغم الاحداث الاخيرة التي تعصف بالمنطقة من حولنا وبكل تداعياتها وتأثيراتها، الا ان هذا الشعب الوفي أكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى حبه وولائه لدينه ثم لمليكه ووطنه من خلال التفافه حول قيادته مجسداً بذالك اسمى واصدق معاني الولاء والوحدة الوطنية الراسخة التي شهد بها القاصي والداني واضحت مثالاً يحتذى به ونموذجاً فريداً للولاء والتلاحم الصادق بين الشعب والقيادة يستشهد به عند كل حديث يتطرق إلى تلك الاحداث والتغيرات. وما كان هذا الولاء والحب للقيادة والوطن ليأتي بتلك الصورة الصادقة ويتجسد بهذه العفوية وذلك الشمول إلا بوجود قيادة حكيمة وحكومة رشيدة تدرك قيمة هذا الشعب وتعي بمتطلباته واحتياجاته والعمل على رفاهيته كثوابت اساسية في منهج القيادة. وما السنوات الماضية من عمر مملكتنا الحبيبة والحافلة بالبناء والعطاء والانجازات الا تجسيداً واقعاً لهذا الادراك والوعي والحكمة من جانب ولاة الأمر بحيث جاء هذا التلاحم والالتفاف حول القيادة نتيجة طبيعة بل وحتمية لها. وقد تعززت تلك الثوابت بمواصلة أبناء الملك عبد العزيز - رحمه الله - مسيرة التنمية والبناء والتي يقودها في عصرنا الحاضر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله. وإن المتتبع لمسيرة التنمية لا يمكنه إلا أن يدرك حجم النهضة الحضارية التي نعيشها في كافة الميادين، فخطط التنمية ترسم وفق دراسات علميّة ركيزتها الإنسان ليستطيع أن يساهم بدوره الحضاري المأمول من خلال امتلاكه أدوات ووسائل النمو والتطور. وخير دليل على ذلك ما شهدناه مؤخراً من قرارات ملكية كريمة تصب جلها لخدمة ورفاهية الإنسان السعودي، فقد أصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - العديد من القرارات التي تهدف إلى رفاهية المواطن في شتى المجالات والتي شملت إعتماد تثبيت بدل غلاء المعيشة وزيادة معونات الضمان الإجتماعي لتشمل عدد اكبر من افراد الأسرة واعتماد حد أدني لرواتب وأجور المواطنين وتخصيص إعانات للباحثين عن العمل وزيادات مالية متتالية لدعم صندوق التنمية العقاري، إضافة إلى بناء خمسمائة ألف وحدة سكنية للمحتاجين. كما شملت تلك القرارات زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية بقطاعيها الحكومي والخاص من خلال اعتماد استراتيجية المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، وزيادة الإعتمادات المالية المعززه للصحة مع تنمية إسهام القطاع الصحي الخاص في تحقيق هذا الإنجاز، وانشاء وتجهيز المدن الطبية والمستشفيات إلى جانب توسعة وتطوير المرافق الصحية القائمة في كافة مناطق المملكة، واعتماد المبادرات الرائدة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية في تطوير القوى البشرية من الأطباء والفنيين وهيئة التمريض، وغيرها من المبادرات التي تؤكد على النقلة النوعية التي تشهدها الخدمات الصحية في مملكتنا الحبيبة. وعلى صعيد الخدمات الطبية بوزارة الداخلية، فما ستشهده من تطور دليل واضح على التواصل في الإهتمام بالقطاع الصحي فقد اعتمدت مشروعات صحية ضخمة هدفها أبناء الوطن عامة وحماته من أبناء وزارة الداخلية خاصة، ومستشفى قوى الأمن بالرياض شهد منجزات كبيرة خلال العقدين الماضيين لتحقيق تطلعات ولاة الامر في تقديم خدمات طبية وفق أفضل المعايير العالمية للمواطن. وإن ما يقدمه المستشفى من رعاية طبية جاء بفضل من الله، ثم بفضل التوجيهات والدعم السخي من لدن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو نائبه الأمير احمد بن عبدالعزيز وسمو مساعده للشئون العامة الأمير سعود بن نايف وسمو المساعد للشئون الامنية الأمير محمد بن نايف حفظهم الله. ولم تقتصر ملحمة البناء والتنمية على البعد الداخلي فقط، بل حققت المملكة مكانة عالمية من خلال دورها الريادي في العالم الإسلامي وبما حباها الله من مكانة عظيمة لدى المسلمين بخدمتها للحرمين الشريفين ولا أدل على ذلك ما شهده العهد السعودي من توسعات متتابعة للحرمين الشريفين، وما يشهده العالم في وقتنا الحاضر من توسعة ضخمة تحققت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله في الحرم المكي والتي تعد نقلة تاريخة مشرفة في تقديم ما يليق بمكانة المملكة من رعاية وعناية وخدمةً لضيوف الرحمن. إن الحديث عن الإنجازات والتنمية في أي مجال لا يمكن اختزاله في كلمات قليلة، كما أن مسيرة التنمية ستبقى بإذن الله مستمرة ومتجددة دائماً في بلادنا الغالية، لذا يجب على كل فرد منا أن بذل ما في وسعه للمحافظة على هذه النعم التي حبانا الله بها وعلى ان يقوم بتقييم ما قدمه لهذا الوطن الغالي، وأن لا يقتصر هذا التقيم علينا كأفراد فقط، بل يجب ان يشمل جميع المؤسسات الحكومية والخاصة لتقييم ما انجز والاعلان في مثل هذا اليوم من كل عام عن الخطط المستقبلية لكل منشأة لمواصلة مسيرة البناء والعطاء التي رسم معالمها الملك المؤسس رحمه الله. هنيئاً لهذا الوطن بولاة أمره وأبناءه الأوفياء، وهنيئاً لك ياوطني بهذا اليوم الذي يحمل كل عام عبق التاريخ الذي يعطر سماءك بطيب الوحدة والتلاحم والوطنية. مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن