سيكون الصراع الدائر في سورية والأنشطة النووية الإيرانية من بين القضايا ذات الأولوية الرئيسية أمام قادة الحكومات عند افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء المقبل. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبيل انعقاد الدورة ال 67 للجمعية والتي من المقرر أن يحضرها نحو 123 رئيساً ورئيس وزراء وعشرات من وزراء الخارجية: إن العالم يتحرك بشكل أسرع ،ويجب علينا أن نتفاعل معه بشكل أسرع أيضا. وأضاف بان مستشهداً بقضايا انعدام الأمن الغذائي والاضطرابات السياسية المنتشرة الآن في جميع أنحاء العالم: هذا صحيح في قضايا السلام والأمن ومجال حقوق الإنسان بقدر ماهو صحيح في مجال التنمية. وسيتم التركيز خلال المناقشات على الصراع السوري المستمر،وتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب البرنامج النووي الإيراني، واعتزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس المطالبة بمنح الفلسطينيين صفة دولة غير عضو بصفة مراقب في الأممالمتحدة. ومن المقرر أن ترسل روسيا والصين وزيرين للمشاركة في المناقشات. يذكر أن هاتين الدولتين أعاقتا محاولات مجلس الأمن الدولي لفرض تدابير قوية لإنهاء النزاع في سورية. وستكون رئيسة البرازيل ديلما روسيف، وفقاً لتقليد يعود إلى بدايات الأممالمتحدة،أول من تتحدث من الرؤساء في المناقشات. وسيعقبها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ثم الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ثم 35 رئيساً آخر يوم الثلاثاء المقبل. وسيكون ظهور نيكوليتش وهولاند في هذه الدورة هو الأول لهما في الأممالمتحدة منذ توليهما منصبيهما. كما سيكون أيضاً الظهور الأول للرئيس المصري محمد مرسي ورئيس ميانمار سين شين. ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء. ويتردد أن بلاده أنتجت يورانيوم من النوع الذي يدخل في تصنيع الأسلحة النووية، وذلك خلافا لما تقوله طهران ان المحطات النووية وبرامجها المتقدمة لتخصيب اليورانيوم هي فقط للاستخدام المدني. وسوف يتحدث نتنياهو، يوم الخميس، حيث يتردد أنه سيخصص خطابه كاملاً للتحدث عن تهديدات إيران النووية وخطط السلطة الفلسطينية للحصول على صفة دولة غير عضو تحمل صفة مراقب في الأممالمتحدة. يذكر أن الفلسطينيين ممثلون بالفعل في الجمعية العامة تحت صفة مراقب والتي منحت لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ عقود. وتسعى السلطة الفلسطينية الآن لرفع مكانة فلسطين. وبحلول الأسبوع المقبل سيكون قد مر عام على طلب الرئيس الفسطيني منح الفلسطينيين صفة دولة عضو في الأممالمتحدة. يشار إلى أن عام 2012 قد أطلق عليه في أحيان كثيرة عام الفراغ السياسي بالنسبة للفلسطينيين، وذلك في ظل تعثر محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل وتعثر آفاق التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية. وسوف يتحدث عباس الخميس قبل نتنياهو. ويقول دبلوماسيون فلسطينيون إن عباس ربما يطلب استصدار قرار من الأممالمتحدة بمنح الفلسطينيين صفة دولة غير عضو تحمل صفة مراقب، وهو مايعد أقل أهمية بكثير من طلب الحصول على إقامة دولة فلسطينية ذات عضوية في الأممالمتحدة.