وشعب المملكة يحتفل هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني ، بدا ان طلب معرفة أو التنبؤ بوضع مستقبل اقتصاد المملكة لسنة 2020 م أو 2030 م يتزايد بشكل تصاعدي ، خاصة لدى فئة الشباب الذين يبدو أنهم يسعون لمعرفة ذلك للاطمئنان على أحوالهم المستقبلية ، وتحديد توجهات حياتهم لضمان مستقبل أكثر استقرارا وأكثر اشراقا ، ولكن الملفت للموضوع ان مثل هذه الاهتمامات دائماً وبالتأكيد مازالت هي من أكثر اهتمامات مؤسسات وشركات القطاع الخاص لبناء توقعاتهم المستقبلية على الوضع الاقتصادي للدولة وحجم الإنفاق لبناء الاستعداد وتحديد حجم الربحية المتوقعة ، ولكن بروز شريحة الشباب واهتمامهم بهذا الموضوع بصوت مرتفع ، يعني ذلك أننا على عتبات أخرى من متطلبات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي . وهذا يجعلنا نعود للموضوع الأصلي الذي كثيرا ما تطرقنا إليه وتطرق إليه كثيرون ، وهو اهمية وضع رؤية محددة وواضحة لمستقبل اقتصاد المملكة لفترة طويلة الأمد بديلا عن الخطط التنموية الخمسية المعمول بها حاليا وهذا يجعلنا نعود للموضوع الأصلي الذي كثيرا ما تطرقنا إليه وتطرق إليه كثيرون ، وهو أهمية وضع رؤية محددة وواضحة لمستقبل اقتصاد المملكة لفترة طويلة الأمد بديلا عن الخطط التنموية الخمسية المعمول بها حاليا ، أي اننا أمام تغيير في التفكير والطرح الاستراتيجي لبناء مسيرة التنمية بشكل مختلف ، واعتقد كما يعتقد الكثيرون ان وضوح الرؤية بأهداف قابلة للقياس ستمكن الجميع من تحديد الموقف وتحديد المسئولية لكل من الانجاز او الاخفاق وستساعد بشكل أسرع في بناء نموذج اقتصادي متكامل جديد يتناسب مع رؤية الدولة في خلق استقرار اقتصادي وإتاحة فرص وظيفية والذي سيقلل من الاعتماد على استخراج النفط ليحل الإنتاج بديلا له. ولا أحد ينكر أو يغفل أن المملكة عملت وتعمل على العديد من المبادرات التي تساهم في تحديث واكمال البنى التحتية وتحسين مستوى التعليم ودعم مشاريع التنمية المستدامة وتحسين مستوى الخدمات الحكومية المقدمة وغيرها الكثير ، الا انه ومع الازدياد المطرد لنسبة السكان وحجم الطلب على الخدمات العامة يصاحبها مساحة جغرافية هائلة ، تحتاج الى إعادة النظر في منهجية التخطيط المتبعة وتحسين الأسلوب الإداري والتخلص من منهجية المركزية قدر الإمكان في ظل توافر الأساليب التقنية . ودعونا نتحدث بكل صراحة لنرى ما هي الأسباب التي دعت الحاجة ملحة أكثر من اي وقت مضى ، فدولة مثل المملكة غنية بالموارد الطبيعية وأهمها النفط وشرفها الله سبحانه وتعالى بالأماكن المقدسة والمساحة الجغرافية والموقع الإقليمي المتميز وسواعد أهلها من شباب وشابات ، ان يكون لدينا أزمات مزمنة في نواحٍ شتى دون حلول جذرية لاستغلال هذه الموارد والطاقات للوصول الى مستوى اقتصادي أفضل ينعكس على كافة المواطنين بالرخاء والعيش الكريم ، وفي ظني ان سبب الإلحاح لاستشراف المستقبل هو إصرار شباب هذا البلد لصناعة مستقبل أكثر إشراقا وأكثر ازدهارا ، وسر الحل دائماً يكمن في وضوح وتحديد الرؤية. حفظ الله الملك ، حفظ الله الوطن وكل عام والمملكة وشعبها بألف خير [email protected]