منذ تولي إدارة الأمير الشاعر إدارة نادي الهلال سعت لصناعة فريق قوي صعب المراس، فريق كالأمواج تقتلع جميع الفرق التي تواجهها، وتحصد البطولة تلو البطولة، مشددة على أن يكون ذلك عبر رسم لوحات من الفن والإبداع الكروي، وضعت لذلك الخطط ضمن منهجية تحقق هذه الأهداف، وسخرت كل ما يلزم من إمكانيات مالية وفنية لصناعة الفريق المأمول.. فقامت بالتعاقد مع مدرب متميز ( كوزمين ) يملك شخصية قوية وفكرا رياضيا يمكنه من توظيف أفراد فريقه، إلى جانب قدرته على إجادة قراءة الفرق المقابلة قبل وأثناء المباراة. كما قامت بالتعاقد مع أربعة لاعبين أجانب متميزين كانوا خير دعامة للمواهب السعودية التي يزخر بها الفريق، ليكملوا رسم أركان صورة «الفريق البطل» القادم لحصد جميع البطولات المحلية، والساعي لتحقيق ما عجز عنه السابقون من الوصول للبطولة العالمية...!!ولما قام به المدرب كوزمين تم استبعاده من المملكة كعقوبة لذلك، مما تسبب في فقدان الفريق لبريقه، وليفقد البطولات التالية.. لتعاود الإدارة الهلالية الكرة بالتعاقد مع المدرب جريتس الذي حضر بفكر رياضي متميز، احدث نقلة نوعية بالفريق وبمفهوم «الاحتراف الصحيح» ليكون قدوة تدريبية يحتذا به، معيداً صناعة الفريق وتهيئته للوصول للأهداف المنشودة.. هذه النجاحات التي حققها جريتس مع الفريق الذي أصبح يعرف بفريق (هلال جريتس)، صعد بأسهم هذا المدرب المبدع إلى القمة، مما جعله مطمع للأندية والمنتخبات للظفر به لتولي تدريبها، وهو ما تحقق له مع المنتخب المغربي الذي كان يمني النفس بالتأهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل ساعده في تحقيق مبتغاه وجود إدارة واعية وفريق يزخر بكوكبة من اللاعبين المتميزين، هذه المقومات أتاحت له إعادة تكوين توليفة الفريق البطل المكتسح للفرق المقابلة ولكن بأسلوب ونهج مختلف عن كوزمين، وكانت الإدارة الهلالية وضعت أمام جريتس تحقيق البطولة الآسيوية أولوية قصوى.. رغم تحقيقه لبطولتين من أصل ثلاث بطولات محلية وبمستويات ونتائج لم تتحقق من قبل طوال تاريخه، فقد اكتسح الأفضليات بكل شيء ( أفضل لاعب وحارس ولاعب واعد ..... الخ ).. هذا الاكتساح كان نتيجة طبيعية للمنهجية التي اتبعها جريتس، ولعبت الدور الأبرز في جعل لاعبيه يتنافسون على تحقيق الأفضلية، رغم أن الفريق يلعب برأس حربة واحد - الذي كان الطعم الذي يصطاد به دفاع الخصم - ليفتح المجال للقادمين من الخلف للتسجيل.. لتزدحم قائمة الهدافين أكثر من أربعة لاعبين من الهلال ينافسون على لقب الهداف.. هذه النجاحات التي حققها جريتس مع الفريق الذي أصبح يعرف بفريق (هلال جريتس)، صعد بأسهم هذا المدرب المبدع إلى القمة، مما جعله مطمع للأندية والمنتخبات للظفر به لتولي تدريبها، وهو ما تحقق له مع المنتخب المغربي الذي كان يمني النفس بالتأهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل.. ولارتباطه مع الهلال لتحقيق الهدف الأهم، لكنه اصطدام بصخرة العقدة الآسيوية ويخرج منها خالي الوفاض،، رغم أن الفريق كان المرشح الأقرب للفوز بكأس آسيا، لكنه لم يستطع تحقيق ذلك لتتحول آمال وأحلام الإدارة والجماهير الهلالية بالوصول لكأس العالم لسراب كسراب العطشان في الصحراء، ليكون ذلك إيذانا بانفراط عقد (هلال جريتس).. هذا الخروج وضع الإدارة الهلالية في موقف سيء، اضطرها لتغير جلد الفريق بدءاً من اللاعبين الأجانب القرار الذي أثار استغراب المراقبين، كما أثار غضب الجماهير لكن الإدارة أصرت على ذلك، هذه التغيرات أفقدت الفريق بريقه وأضاعت صورة الفريق البطل..!! النتيجة النهائية لانفراط (هلال جريتس) خروج المغرب من كأس العالم ومرشحة لعدم التأهل لنهائيات كأس إفريقيا، والهلال لم يعد كما كان فلا شخصية البطل بقيت ولا اللاعبين الأجانب المتميزين بقوا..!! من صنع (هلال جريتس) هل هم نجوم الفريق أم صنعه جريتس..؟ ومن أضاع (هلال جريتس) ..؟! ومن أضاع جريتس..؟! وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. اللهم ياعظيم يارب العرش العظيم اشف والدي وجميع مرضى المسلمين..