يدخل سفراء الكرة السعودية الأربعة الهلال والاتحاد والأهلي والاتفاق بعد أقل من اثنتين وسبعين ساعة مُفترَق طُرقٍ خطير جدا في بطولتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الآسيوي ،بعد أن وصل الرباعي الهمام مرحلة متقدمة جداً في منافسات البطولتين ( الدور ربع النهائي ) ،وعشَمُنا كبيرٌ جداً بتواجدٍ سعودي خالص في نهائي دوري الأبطال ،وسعوديٍّ منفردٍ في نهائي كأس الاتحاد، وإذا ما حدث ذلك فإن الرباعي سوف يمسح جزءًا آخر من همومنا، بعد أن مسح الأخضر الأولمبي جزءًا يسيراً منها . الهلال والأهلي والاتفاق غادرونا- بحفظ الله ورعايته- إلى كوريا وإيران وإندونيسيا لمنازلة أولسان وساباهان وأريما ،والاتحاد بقي في جدة ينتظر تكريم ضيفه ( قوانغ ) القادم من بلاد الصين . الزعيم أمام مهمة صعبة وصعبة جدا هدفه استعادة العرش الآسيوي المفقود ،وحُلمه المشاركة في العالمية، لذلك أقول لا خوف على الزعيم الآسيوي من الناحية الفنية إن تمَّ إعداده بشكلٍ جيدٍ مؤثرٍ من الناحية النفسية . جماهير الهلال تطالب بالآسيوية، وهي ما زالت في المعلب، حتى وإن خسرها الزعيم ( لا قدّر الله ) فستبقى في الملعب، هذا ما يجب أن يفهمه نجوم الهلال وصنّاعُ القرار فيه، ويجب ألّا تُعطى البطولة أكثر من حجمها ،ومُقابل ذلك يجب خَوض مباراتي دور الثمانية بروحٍ وإصرار على العودة وليس الوصول لأعلى الهرم الآسيوي . أمّا قلعة الكؤوس ( الراقي ) فهو أمام اختبار مُعقّد وصعبٍ، ولكنه غيرُ مستحيل، وتأهّله للدور قبل النهائي بحول اللهِ سيضعه أمام المنافس التقليدي والجار اللدود ( الاتحاد ) في حالة تجاوز الأخير لفريق قوانغ الصيني ،وهذا هو المتوقّع والمأمول .فوز الهلال والأهلي والاتفاق خارج قواعدهم مطلوبٌ ،وتعادلهم مرضي على أمل الحسم الأخير في العودة، ولكن الخيار الوحيد أمام الاتحاد الفوز، وليس غير الفوزِ وبنتيجةٍ مطمئنةٍ حتى تُسهِّل عليه مُنازلَة الذهاب، هكذا يجب أن يكون التخطيط الفني من جانب الرُّباعيالصعوبة التي ستواجه الأهلي ليست فنيّة، فهو أفضل وبمراحل من ذلك الساباهان ،وثمّة عوامل نفسية وأساليب ملتوية وغير محبّبة تمارسها الجماهير الإيرانية مع الفِرق السعودية عفا عليها الزمن ،ولن تؤثّر في الراقي وأبطاله خاصة، وأن الهلال كشفها في المرحلة التمهيدية من نفس البطولة أمام بيروزي . فريق الاتحاد في جدة مرشح للفوز على الورق ومن الناحية النظرية فهو عميد دوري الأبطال، وهذا ما يؤكده التاريخ ،ولكن التاريخ لوحده ليس كافياً لحسم النتائج، والمطلوب من النمور حسم النتيجة، وبِرقمٍ يريحهم في مواجهة العودة في بكين، والاتحاد مع كانيدا مختلف ولن يخسر أمام الصيني إن ظهرت شراسة النمور ،وخاصة أمام عشاقهم في العروس . وأخيراً فريق الاتفاق ( النواخذة ) أمام مجدٍ فريدٍ من نوعه ،بحيث سيكون أول فريق سعودي يتوّج ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي بعد أن سجّل له التاريخ بأنه أوّلُ فريقٍ سعودي يتوّج خليجيا وعربيا ،ومهمة الاتفاق ليست بالصعبة ولا المعقَّدة ،فهو أفضل تاريخيا وفنياً ونظريا من مضيفه الإندونيسي ،ولكن على لاعبيه أخذ الحيطة وتوخّي الحذر من مفاجأة غير سارة تُصعِّب مهمتهم على شواطئ الشرقية هنا في المملكة . قبل الوداع .. فوز الهلال والأهلي والاتفاق خارج قواعدهم مطلوبٌ ،وتعادلهم مرضي على أمل الحسم الأخير في العودة، ولكن الخيار الوحيد أمام الاتحاد الفوز، وليس غير الفوزِ وبنتيجةٍ مطمئنةٍ حتى تُسهِّل عليه مُنازلَة الذهاب، هكذا يجب أن يكون التخطيط الفني من جانب الرُّباعي (كمبواريه وجاروليم وغيغز وكانيدا) وإن حدث غير ذلك فهي حماقة فنية وتهوُّرٌ غير محسوب من أوّل ثلاثة وتخوّف وجُبنٌ فنيٌ من الرابع ونحن بالانتظار . خاطرة الوداع .. إن شاءت الأقدار وأنت في بلاد العم سام وقرأت هذه الخاطرة فأعلم أنني أحترق من فراقك . [email protected]