من واجبنا ككتاب وناقدين ومثقفين أن نحتفي بنبوغ أي موهبة فنية أو أدبية تخدم أدبنا وثقافتنا وحراكنا نحو تثبيت تموضعنا بقوة بين لغات العالم، فبالنسبة لي الاحتفاء والاهتمام بنبوغ القدرات والمواهب الأدبية والثقافية في عصرنا الحالي يعادل الاحتفاء بأي موهبة علمية، فلغتنا تعيش أصعب أوقاتها، وهي في زمن أصبحت فيه على المحك، فإما أن تكون وتقوى في غابة العولمة أو تستسلم لقدرها وترفع هامتها عالياً معلنة وجودها الأزلي والأبدي، وفي تشخيصي المتواضع للغات فإنني اعتبرها كائنات حية، تولد وتنمو وتشب ثم تشيخ وتهرم وتموت، ومن يحدد مراحلها هم أهلها، فكل اللغات تحيا بحياة أهلها وتموت بموت أهلها، وتقوى وتتمترس بجيوش المثقفين والأدباء الذين يقيضهم الله لبث الروح في لغتهم. بلقيس الملحم شكراً لك إن كلمات الشكر والتقدير لا تفي هذه الأديبة ذات الموهبة التي تخطت حدودها أرض الوطن، هذه الأديبة والقاصة والروائية التي أتحفت المكتبة الأدبية العربية بقصصها ورواياتها التي منها «أرملة زرياب.. قصص من العراق» التي أخضعها كثير من النقاد لدراساتهم، حيث حللوها وحللوا شخصياتها وأحداثها. كما ترجمت إلى لغات أخرى، أتبعتها برواية «حريق الممالك المُشتهاة «، ثم أصدرت مجموعتها الشعرية «ما قال الماء للقصب « ومجموعتها القصصية «لذة واحدة.. وثلاث شهوات». إن كلمات الشكر والتقدير لا تفي هذه الأديبة ذات الموهبة التي تخطت حدودها أرض الوطن، هذه الأديبة والقاصة والروائية التي أتحفت المكتبة الأدبية العربية بقصصها ورواياتها وبعد كل هذه الإصدارات أصبحت هذه الروائية تقود عنان الأدب وتتولى رسنه، فبالإضافة لكتابتها قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة والقصة القصيرة والرواية والمقال ونشرها الكثير من النتاجات الأدبية في المواقع والصحف العربية فهي إحدى الأديبات والروائيات التي لا تسقط من حسابات أي ناقد أو مطلع على الساحة الأدبية السعودية، فكان أن فازت قصتها «أنتم بهائم مريضة» بمسابقة ال «بي بي سي» للقصة القصيرة، أتبعتها بالحصول على جائزة ناجي نعمان الأدبية لعام 2012م عن ديوان «وطني رضي الله عنه». أما ثالث جائزة حصلت عليها فهي «درع المرأة القاصة» التي تقدمها مؤسسة المثقف العربي في أستراليا بمناسبة يوم المرأة العالمي للعام 2012م. الواجب تجاه هذه الموهبة حين تكون بين يدينا مثل هذه الموهبة، يكون لزاماً علينا كأفراد ومؤسسات أن نحتضنها ونراعاها بشمولية، فالوطن يضم بين جوانحه الكثير من المؤسسات التي تعنى بالأدب والفكر والثقافة. كما يضم رجالات عرفوا باحتضانهم مثل هذه المواهب الأدبية بالنسبة لي أن هذه الموهبة تعادل أي موهبة علمية، فمثل هذه المواهب تضفي روحاً للغتنا، وتواترها ورعايتها يرفع من مستوى اللغة العربية ومن إمكاناتها ويعطي اللغة زخماً في عصر أصبحت الكلمة العليا في للتقنية التي تعتمد في الأغلب لغات أجنبية كأساسات لها. لب مقالي كمهتم باللغة وبكل ما ينعشها من غيبوبتها، أدعو إلى تبني مثل هذه المواهب وإبرازها في وسائل إعلامنا، خصوصاً الثقافية منها، وتعريف الناس بنتاجاتها الفكرية والأدبية، وتقبلوا احترامي ودمتم سالمين.