لدينا شواهد من كل العصور وعلى مدى الأزمنة,بأن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء ويسمع دعوة المظلوم ويستجيب لها من فوق سبع سماوات وقد أقسم بعزته وجلاله بأن ينصر المظلوم ولو بعد حين.وقد حدث وأن سئمت بعض الشعوب العربية وقبلها الكثير من الشعوب الأوروبية وغيرها,من الظلم المتواتر فانهالت على من ظلمها بكل مالديها من قوة الحق,ولسان حالها يزمجر(عليّ وعلى أعدائي) ولكن هذا ليس مبررا في هذا الوقت بالذات,لتقف من نصّبت نفسها حكما عادلا في رأيها,على أغلب شعوب الأرض,موقف المتفرج وصاحب الرأي بالتي هي أحسن وهي التي تبنت القمع المباشر وغير المباشر.ليس من المعقول أن تقف السيدة أمريكا ومن شايعها,موقف المتفرج تجاه مايحدث الآن في العالم العربي وغيره من عوالم الكرة الأرضية,من زلازل فكرية!وحيال مايحدث نجد سؤالا يطرح نفسه وهو هل أنهكت حمى الحروب في أفغانستان والعراق وغيرها,كاهل السيدة,والتي جعلتها مخططاتها الاستعمارية سيدة أولى تسود العالم بالكذب والافتراء وحشد الرأي العالمي معها,حتى تعبت وتشتت أمرها وكاد شعبها أن ينقضّ عليها ففكرت وهي أم التحايل والالتفاف,والمكر,فكرت بأن تجعل الشعوب تقوم مقامها في حروبها الاستعمارية, لقد سولت لها نفسها بأن تأكل نفسها بنفسها,وكأنها تقتص من نفسها في مشهد تلذذ بالتعذيب وإقصاء الذاتفأوحت للشعوب بأن تأكل حكامها وتتبرأ منهم؟!يجول هذا الرأي في فكري وأنا أشاهد مايحدث في عالمنا العربي خاصة,وقد تمتد لتشمل العالم بأجمعه,في مشهد فوضى عامة غير مبررة وسوف يطول أمدها ولن تهدأ نارها بمجرد تغيير(جاثوم الأنظمة),حتى لقد سولت لها نفسها بأن تأكل نفسها بنفسها,وكأنها تقتص من نفسها في مشهد تلذذ بالتعذيب وإقصاء الذات وحرمانها من الاستقرار..أن يثور سجن واحد فليس ثمة تعجب من الأمر بل قد يكون حقا مشروعا للثورة ولكن أن تثور أغلب أو كل الأحواش والسجون في الدول العربية بعد عقود من السنين العجاف,فذلك مايجعل الحكيم حيران ومفكرا بجد في إيجاد مبرر لما يحدث من مظاهرات ظاهرة وباطنة وما خفي أشد وأدهى؟!إن وقوف أمريكا موقف المتفرج المبتسم,حيال مايحدث من انفجارات في العالم العربي,يسمع دويها الإعلامي العالم كله,لهو أمر بجد يدعو للعجب ويثير التساؤل ويفتح نوافذ الحيرة!!أيها الشعوب تمهّلوا وفكّروا في الأمر جيدا قبل أن تلقوا بأنفسكم وببلدانكم إلى التهلكة.واصبروا واتقوا الله,فقد يكون العيب فيكم وفي بعدكم عن تعاليم الحق,قبل أن يكون العيب في الأنظمة الحاكمة لكم.