من ذا الذي لا يرغب في الأحسن ، وهو في العموم ذلك الذي لم يتحقق بعد ؟؟ ومن ذا الذي يُرضيه البقاء في مكانه حتى وإن كان في حدود المقبول ؟؟ إذاً سنّة الحياة أيها السيدات والسادة البحث عن الأفضل والأحسن والأكمل وهكذا من صيغ (أفعل) ولكن لابد من الاعتراف أن هناك ممن يود تجميد المشهد على زمن قد تم ضبط ساعته منذ قرون رقد فيه العقل رقدة أهل الكهف ،شعارهم في الحياة " لا للتغيير " ثم تحرّك العالم وتسارعت الخطى نحو قادم الأيام لا غابرها وتسابقت الأمم في ميدان الاختراعات والعلوم والحريات بما فيها حقوق الإنسان وخصوصاً حقوق المرأة وحماية الأطفال وحُرية الأديان والتعبير ومعاهدات السلام ودعم المنظمات الإنسانية وتبعاً لذلك تماهت مُعظم الأمم والشعوب مع هذا الحراك وسعتْ نحو تغيير قوانينها وتطوير نُظم التعليم بها وإعطاء مزيد من الحُريات وتكريس مفاهيم العدل والمساواة والتعددية في الرأي ونبذ الإقصاء . الشاهد هُنا أن كل هذا الحراك يصب لصالح الإنسان ورفاهيته وعيشه بسلام بعيداً عن الحروب والصراعات حتى يتفرّغ لإعمار الأرض وديمومة الحياة ورغم ذلك يوجد هناك من يقف موقف المتفرج لما يجري في هذا الكون ليس هذا فحسب بل يُطالب بتغيير الأوضاع وتحسين الظروف وهو آخر من يتغيّر يقول الروائي العظيم والمفكّر الأخلاقي " ليو تولستوي " إن الجميع يُفكّر في تغيير العالم ولكن لا أحد يُفكّر في تغيير نفسه..! وهذا هو معنى السلبية البغيضة ، يُريد الفرد أن يتغير الآخرون لكنه لا يُغيّر هو ما بنفسهِ . أخيرا أقول إن من يُطالب بالتغيير نحو الأفضل عليه أولاً أن يُفتّش عن عيوبه ويسعى إلى معالجتها ثم مساعدة الآخرين في تحسين سلوكهم وتعديل عيوبهم. قيل: عليك أن تسير (أمام) الخطوة الأولى التي خطوتها.