على مرمى حجر من منزلي يبعد منزل الأخ محمد المسحل في حيّين متجاورين في مدينة الدمام وكنت أتمنى أن أهدي لجاري العزيز الذي يقرض الشعر أيضاً قصيدة إعجاب وإشادة بنتائج إيجابية كنا ننتظرها على صعيد المنتخب الوطني الذي من الواضح أنه يسير ( من جرف إلى دحديرة ) كما يقول المثل الشعبي المتداول هذه الأيام بكثرة ! غير أن حافز الشعر بداخلي سقط تماماً مع السقوط المدوّي الذي شهده المنتخب مجدداً في استاد (باسارون) على يد بطل العالم بنتيجة ثقيلة لا يصح أن تكون بين فريقين يضمان العدد نفسه من الرجال والهمم مهما كانت الفروقات الفنية والتصنيفية بين الفريقين, لأن فريقاً يسمح باستقبال هذه الوفرة من الأهداف في مباراة ودية غير مؤهل أساساً لممارسة كرة القدم دعك من مقارعة المؤهلين فيها ؟! الأخ المسحل تسلم منتخباً بدائياً هزيلاً أشبه ما يكون بجنازة تنتظر الدفن وكان مطالباً بتحقيق المستحيل وهو أن يعيد هذه الجنازة إلى الحياة , وقد قبل المهمة وتصدى لها بشجاعة لا يحسد عليها , وأشعرنا بتصريحاته وتحركاته المكوكية أنه قادر بالفعل على صناعة شيء ما , لكن المراوح الهولندية التي استعان بها لم تنقله سوى إلى منصة أسبانية جلس يتفرج فيها على منتخب بلاده وهو يتحول إلى مسخرة في كرة القدم الحديثة !! كنا نظن أن زمن (الخمسات والثمانيات) وهذه النتائج الكارثية قد ولّى, لكن يبدو أن التدهور المتواصل قدر المنتخب الأخضر الذي كان ذات يوم صرحاً فهوى ! محمد المسحل ومدرّبه (الشبح) يظنان أن التصريحات والأماني وحدهما يمكن أن يعيدا المجد القديم الذي دفنته رياح العبث والاهمال والخيبات المتتالية, وليت (الثنائي الأنيق) تذكرا أن العمل وحده هو من يصنع المعجزات ! إذا كان المنتخب الهلامي الرخو , لم يكن قادراً على تجاوز منتخبات العالم الثالث المماثلة له والتأهل لكأس العالم ولو عن طريق الملحق فكيف يمكن أن نزج به على هذا النحو أمام المصنف العالمي الأول ؟! كيف يمكن وضع (جدي) هزيل مهترئ أمام ( ثور ) هائج لا يعرف المزاح؟! ترى ما هذه العبقرية الفذّة التي أوحت لهذا الثنائي بأن يقفزا على الواقع المرّ وينقلا منتخبهما مباشرة من الحظيظ إلى سقف الكرة في العالم ؟! هل يسمى هذا احتكاكاً ؟ وما النتائج المرجوة من هكذا احتكاك سوى الخسارة الفادحة كما حدث واهدار ما تبقى من ماء الوجه ؟!! إذا كان المنتخب الهلامي الرخو , لم يكن قادراً على تجاوز منتخبات العالم الثالث المماثلة له والتأهل لكأس العالم ولو عن طريق الملحق فكيف يمكن أن نزج به على هذا النحو أمام المصنف العالمي الأول ؟! كيف يمكن وضع (جدي) هزيل مهترئ أمام ( ثور ) هائج لا يعرف المزاح؟! ومن المسؤول عن شراء هذه الهزائم إذا صحت بالفعل شائعة دفع الملايين لمثل هذه المواجهات غير المتكافئة ؟! وماذا ينتظرنا أمام الأرجنتين والبرازيل وربما الجابون أيضاً؟!! تساؤلات بريئة أضعها أمام جاري العزيز محمد المسحل الذي لا أشك في إخلاصه ومحبته لوطنه .. ولكن ؟!