تستمر جولات التواصل والتلاقي بين بلادنا ودولة قطر على أعلى مستوى قيادي , فقد عقدت في الرياض قبل أيام الدورة الثالثة لمجلس التنسيق السعودي القطري والذي يؤطر لسلسلة علاقات تاريخية متينة ومتنوعة تربط كلا الشعبين ببعضهما وتفعل مجالات التلاقي والتعاون لمواكبة المرحلة وظروفها بما يخدم الشعبين , فقد كان من بين بنود البيان الختامي لدور الانعقاد الأخير في الرياض والذي ترأسه ولي العهد في كلا البلدين أجندات عمل لتفعيل التعاون في سلسلة محاور متنوعة تشمل السياسية والدبلوماسية والمجالات العسكرية والأمنية إضافة التي التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وكذلك الجوانب الثقافية والإعلامية وشئون التعليم العالي والبحث العلمي والطرق وشئون البيئة والبلديات , وحيث كان جدول المجلس زاخراً بالأولويات التي تخدم مواطني البلدين فقد أبرزت شخوص عضوية الجانبين الأهمية التي يستشعر من خلالها المتابع الدور الكبير الذي يحظى به المجلس من قيادتي البلدين لتطوير عرى العلاقات وتنميتها وترسيخ أخوة الشعبين وصلاتهما الوثيقة بل وليعطي المجلس مجالاً أوسع وأسرع للعمل والتكامل تجاوزاً لظروف مرحلية سابقة , فالقطريون يدركون متانة العمق السعودي التاريخي وتأثيره العالمي والإقليمي وقوة الاقتصاد السعودي وضخامته السوقية بل حتى العامة منهم يعتبرون المملكة فضاءهم الزاخر وارتباطهم الروحي المتجذر , ينظر السعوديون إلى أخوانهم في قطر بعين المحبة والفخر بالإنجاز التنموي القطري والحضور المميز والمؤثر أيضا للدولة الشقيقة في المحافل الدولية وعلاقاتها المميزةأيضا ينظر السعوديون إلى إخوانهم في قطر بعين المحبة والفخر بالإنجاز التنموي القطري والحضور المميز والمؤثر أيضا للدولة الشقيقة في المحافل الدولية وعلاقاتها المميزة مع مراكز القرار وهو تكامل محمود يستثمره المجلس الآن بإيجابية تتوافق مع كل أطر التعاون بين البلدين اللذين يظلهما مجلس التعاون الخليجي وكافة المؤسسات القومية والدولية , بل وعلى أرض الواقع هناك تفعيل حقيقي وملموس للتعاون الأخوي بين الشعبين يحفز كلا منهما للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة وكذلك فرص العمل الوظيفي والتجارة وقد سجلت معدلات التواصل والزيارات بين الشعبين في السنوات الثلاث الأخيرة معدلات غير مسبوقة حسبما تشهد حركة العمل في سلوى وأبو سمرة وهي المراكز الحدودية بين البلدين وكل ذلك عقب الزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى الدوحة العام 2008 م والتي كانت حجر الزاوية لوضع العلاقات السعودية القطرية في مسارها الصحيح والفاعل وهو ما يلمسه المواطنون هنا وهناك ويفرحون لنتائجه التي تلازم تنقلاتهم وكافة مناشطهم المشتركة , فقيادتا البلدين من الوعي والإدراك بضرورة التلاقي الدائم واستثماره لصياغة رؤية مشتركة لمواجهة متطلبات مستقبل الشعبين وتجنيب البلدين كل الظروف الصعبة المحيطة بعمل مشترك وتنسيق رسمي منظم وهو ما يمكن اعتباره « مجلس التنسيق السعودي القطري « الذي أكدت الظروف أهمية فكرته واستباقيتها ونتمنى للبلدين الشقيقين ولشعبيهما التوفيق .