مما يميز العلاقات السعودية القطرية أنها علاقات تاريخية قوية تحكمها أواصر المحبة والأخوة والقربى والمصير المشترك، فهما دولتان شقيقتان وجارتان ومن الطبيعي أن تكون العلاقات على مستوى مميز يعبر عن هذه الروابط. ومن هذا المنطلق كان لحكومتي البلدين دور فاعل ومستمر في تعزيز هذه العلاقات وتقوية روابطها من خلال ترسيخ التعاون وتعميق مفهوم الشراكة في كافة المجالات، ومما عمق هذه الروابط الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وخاصة زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، حيث كانت هذه الزيارات بصفة خاصة ذات دلالات عميقة في الانطلاق بمستوى العلاقات الى آفاق أرحب من مجالات التعاون في كافة المجالات. كما كانت هناك زيارات متبادلة على مستويات مختلفة تكاملت جميعها لتجعل من علاقات البلدين أفضل ما يمكن أن تكون عليه العلاقات بين بلدين شقيقين. وإذا كانت صور التعاون كثيرة ومتعددة بين المملكة وشقيقتها دولة قطر إلا أن مجلس التنسيق بين البلدين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر يجسد مرحلة متقدمة في اطار هذا التعاون تعبر بحق وصدق عن حقيقة الروابط بين البلدين الشقيقين ويأتي هذا التعاون الثنائي المتقدم بين المملكة وقطر في اطار الروح الخليجية الداعية الى التقارب وتفعيل أدوات التلاقي وتنشيطها، وبما أن مجلس التنسيق السعودي القطري سيعقد أولى اجتماعاته يوم الثلاثاء المقبل في مدينة الرياض فهذا يعني بداية أخرى أكثر فاعلية في تنشيط التعاون في كافة أوجهه وتعزيز ما هو موجود من روابط تزيدها أواصر القربى قوة ومتانة.