** يمكن للمتأمل في تاريخ ديربي الساحل الشرقي الحديث .. أن يدرك مدى التحولات التي طرأت عليه .. والتغيير الذي وضعه في خانة المواجهات المملة إلا ما ندر ..!! ** وفي إطار هذا التحول السلبي .. علينا أن نشير بأصابع الاتهام إلى جماهير الفريقين .. خصوصا أنصار الاتفاق الذين يصل طول لسانهم مداه في حالة الاخفاق .. ويقصر ويختفي ويخفت في حالة الانتصار ..!! ** أما جماهيرية القادسية .. فهي في خبر كان بعد الفلتة سعود جاسم ورفاقه فريد المعيدي وأبناء الصغير والدوسري أخوان .. فهذه الفئة من الجماهير ارتضت ( الإتيكيت ) والمشاهدة عبر المنازل .. هذا إذا كان للقادسية جمهور بعد حالة المد والجزر التي مرت بالنادي طوال العشرين سنة الماضية ..!! ** لقد ذبحت جماهير الاتفاق والقادسية ديربي الساحل الشرقي من الوريد إلى الوريد .. حتى أصبح الأضعف وتدلى ترتيب المؤخرة بدرجة امتياز حتى بوجود ديربي بريدة ( الرائد والتعاون ) وديربي الإحساء ( الفتح وهجر ) .. ومن الظلم أن نقارن الهرج والمرج « جماهيريا « بين ديربي جدة والرياض مع ما يسمى ديربي الشرقية ..!! ** لقد ساهم هذا التحول السلبي في ديربي الدمام والخبر .. في تراجع الاتفاق عن المنافسة .. وبقاء القادسية في دائرة الصراع من أجل البقاء مع الكبار.. وخارطة الطريق الجديدة أقصد التراجع والصراع لهما في دوري زين أصبحت هي القاعدة .. وغيرها استثناء مثل حصول الاتفاق على المركز الثالث في الموسم الماضي .. وهذا المركز جاء بجهد وفكر إداري .. وتفاعل من قبل لاعبي الفريق .. أما دور الجمهور فهو ثانوي .. وفي أحيان كثيرة معدوم ..!! ** نعم الاتفاق .. قد يتقدم على المستوى الفني والجمالي والأدائي والنتائجي بين الفينة والأخرى .. لكن مؤشره التصاعدي لم يسجل أي تقدم على المستوى الجماهيري .. بدليل أن جماهيرية الأندية الكبيرة أمام الاتفاق في ستاد الدمام عادة ما تكون الكلمة العليا لها .. وهذه المعادلة لم تكن موجودة في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ..!! ** إن هذا التحول البحثي ..يؤيده العديد من مسئولي أندية الشرقية وفي مقدمتهم صناع القرار في الاتفاق والقادسية .. وهذا يشدنا إلى السؤال القديم الجديد من الذي انتزع وهج الجماهير في المنطقة الشرقية ؟! ** الإجابة في هذا السياق لها وجهان لا ثالث لهما .. الأول تراجع المستويات لفارس الدهناء وبني قادس .. والثاني وجود إغراءات تلهي شباب وجمهور الناديين عن حضور المباريات خصوصا في عطلة الأسبوع .. وأنا مع السبب الثاني .. لأن « جسر « الحقيقة « يفيدنا بأن الاتفاق والقادسية في مواسم عديدة أيام زمان لم تكن نتائجهما جيدة ومع ذلك كان الحضور الجماهيري طاغيا آنذاك ..!! ** و التسليم الكامل بأثر الاتجاهين أو السببين الماضيين من وجهة نظري ليس دقيقا .. فأنا أيضا مع أولئك الذين اتجهوا إلى أن الجيل الجديد من الناشئة لا يتذكر نجوم زمان للاتفاق والقادسية .. وأنهم مع البطولات ونجوم الزمن الحالي .. والخارطة الذهبية في هذا الزمن تخلو من الاتفاق والقادسية .. وخارطة النجوم أيضا كذلك إلا ما ندر ..!! ** وأعتقد أن إتحاد جدة هو الوحيد الذي سلم من الاتجاه الأخير .. لأن حب جماهير هذا النادي متوارث حتى ولو ابتعد فريقه عن البطولات .. وقد مر بهذه التجربة أكثر من عشر سنوات .. ولم تتراجع شعبيته ..!! ** لن تكون لديربي الشرقية هيبة أو قوة أو موطئ قدم بين الكبار .. إلا إذا نفض جمهور الفريقين الغبار عن كسلهم وتخاذلهم .. وساهموا بنجاح مباريات الاتفاق والقادسية بالحضور الجماهيري .. وإلا فإن مسمى ديربي لا ينطبق عليهما .. وعلينا انتظار عودة مارد الدمام إلى الأضواء .. ليعود ديربي الشرقية الحقيقي بين الاتفاق والنهضة .. أليس كذلك ..!! ** نعم .. نشعر أن الصورة الحالية محشوة بالمكياج غير المتناسق .. وزج مسمى الديربي في غير محله .. بل هو مظهر بدون جوهر .. يفتقد إلى البساطة والنشوة والفزعة والتحدي التي كانت عليها مباريات زمان بين الاتفاق والنهضة .. تلك المباريات التي تظهر علاماتها قبل أسبوع من بدايتها .. بكثرة أعلام الفريقين فوق منازل الدمام .. و»الطيران» التي تشتعل في أحياء الدمام صباحا ومساء.. تسخينا للموقعة المنتظرة .. هذه هي علامات الديربي .. أما ما يحدث بين القادسية والاتفاق فهو أي كلام ولا تخرج هذه المواجهة عن الثلاث نقاط دون تبعات لا إعلامية ولا جماهيرية .. ولا مناوشات بين الموظفين في السلك الحكومي في اليوم التالي للمباراة .. ولا بين طلاب المدارس .. وهي معايير مواجهات الديربي ..!!