منذ أكثر من 14 سنة والنصر يعيش في نفق مظلم تاه فيه، ولم يجد المخرج منه، رغم تولي عدة إدارات رئاسة النادي، وبرغم الوعود التي تضيء شعلة للوصول للطريق الصحيح، وتعطي بارقة أمل للجماهير إلا أن هذه الوعود تذهب أدراج الرياح، وتزيد من توهان الفريق، وتغتال آمال عشاق الفريق بعودة الفارس إلى جواده.. وتظل هذه الجماهير تجني حصرم الوعود والآمال، وتتجرع مرارة الخسارة، فالفريق بعيد كل البعد عن مكانته ولم يتبق من أمجاد الكيان الكبير إلا التاريخ ولا يحمل هذا الفريق منه الا الاسم، هذا الكيان الذي تغنت به وعشقته وما زالت تعشقه أجيال وراء أجيال.. ومنذ تولي الأمير فيصل بن تركي رئاسة النادي استبشرت الجماهير خيراً، فساندته ووقفت معه، فقد أشعل فتيل الأمل لديها بتعهده بصناعة برشلونة أسيا، وإضافة لحزمة وعود أطلقها فور توليه رئاسة النادي، مما حدا بها لترشيحه بأنه سيكون الرمز النصراوي القادم الجديد الذي سيشغل الفراغ الذي تركه غياب رمز النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود «يرحمه الله»، وعلقت عليه الآمال وبنت الأحلام، ومنت النفس بأن الخروج من هذا النفق المظلم الذي طال انتظاره قد اقترب، وان شمس النصر ستشرق من جديد..!! هذه الآمال والأحلام تلاشت فور اصطدامها بالواقع، كأنها بيوت من الرمل تهاوت مع أول موجة، فالفريق لا يزال يتيه في النفق، بل ويزداد توهانا، فاللاعبون العالميون المتميزون لم يحضروا وحضر بدلا عنهم أشباه لاعبين وبمبالغ خيالية أثقلت كاهل خزينة النادي، وبدلا من التعاقد مع مدربين متميزين حسب الوعود، تم استقطاب متدربين مفلسين..!! وكان آخرهم المفلس الكبير ماتورانا الذي قتل أي بارقة أمل في عودة الفريق، فبرغم أن الإدارة قامت هذه السنة بخطوات باستقطاب بعض الأسماء، وبرغم وجود عناصر شابة موهوبة بالفريق إلا أن قناعات ماتورانا حالت دون الاستفادة منها بالتفنن بقتلها وتحطيم آمالها.. ولا يلام ماتورانا فقط فالإدارة التي أحضرته وتركت له الحبل على الغارب، فالخطأ كان في التعاقد معه في الأساس تتحمل الملامة الأكبر، ولان ما بني على باطل فهو باطل، وقرار الاستغناء عنه كان قراراً شجاعاً تشكر عليه الإدارة.. فالفريق يملك عناصر تساعد على النجاح، لكنها تحتاج لمدرب يستطيع صقلها وتوظيفها بالشكل الصحيح، سابقاً كان النصر يعاني من عدم وجود لاعبين متميزين، وهذه السنة توافر عدد منهم لكنهم افتقدوا لمدرب متمكن وقائد محنك للفريق.. فحسين عبدالغني لا يملك مواصفات القائد المحنك، بل يفتقد الأساسيات، وهو منشغل بأمور تسيء له وللكيان وتخلق جوا من التوتر بالفريق هو في غنى عنها، أستغرب إصرار إدارة النصر على استمراره رغم ما يقوم به من تصرفات لا تليق بالشارة التي يحملها ولا بشعار النصر، وكان الأولى بالإدارة إبعاده عن الفريق وهو الحل الأمثل والأفضل إن لم يتركها.. وليسمح لي الكابتن حسين بقبول هذه الرسالة «بأن يحافظ على ما بقي له من صورة طيبة لدى الجماهير وأن يعلن وبكل شجاعة ترجله عن صهوة جواده وأن يترك المجال للشباب ليكملوا المشوار هذه سنة الحياة».. كان آخرهم المفلس الكبير ماتورانا الذي قتل أي بارقة أمل في عودة الفريق، فبرغم أن الإدارة قامت هذه السنة بخطوات باستقطاب بعض الأسماء، وبرغم وجود عناصر شابة موهوبة بالفريق إلا أن قناعات ماتورانا حالت دون الاستفادة منها بالتفنن بقتلها وتحطيم آمالها.. يا كابتن «انك تهدم كل ما بنيته خلال سنوات عمرك في الملاعب بهذه التصرفات وتخسر كل محبيك فحافظ على مكتسباتك واعتزل».. فترة التوقف الحالية أفضل فرصة لإدارة النصر لتعاقد مدرب يستفيد منها بالتعرف على الفريق عن كثب وتجهيز وصناعة فريق يقارع الكبار وينافس على البطولات، وأن يتم دعمه بمدرب وطني يعرف بواطن الأمور يملك سجلا تدريبيا مميزا كالكابتن صالح المطلق.. الأمير فيصل قدم هذا الموسم عملا كبيرا ومتميزا، كان محل تقدير الجميع، لكي تؤتي هذه الخطوات ثمارها تحتاج إلى تعزيز لها بإتاحة الفرصة للمواهب الشابة لتمثيل الفريق والتنافس فيما بينها لخدمة الفريق ولحجز خانه لها في خارطة الفريق.. النصر الآن بحاجة لتوحد الصفوف وتضافر الجهود لصناعة نصر جديد يوازي تطلعات «جمهور الشمس» التي لا تفتأ تدعم وتؤازر الفريق رغم كل هذه السقطات.. على الخير والود نلتقي.