لا فاصل بين زمن وآخر .. من يجتهد يحصد .. ومن يطمح يصل .. فالصغير لا يبقى صغيرا .. والكبير من الممكن أن ينحني .. وعالم كرة القدم فيه نوع من الجنون .. ونوع آخر من العدالة .. فهو يستوعب المثل القائل " من جد وجد.. ومن زرع حصد " .. والفتح واحد من أولئك الأندية التي زرعت وحصدت .. وخططت وأثمرت .. واجتهدت ونالت .. !! لا نبالغ إذا قلنا أن النموذجي أكاديمية تجلت مقرراتها التدريسية في كيفية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب على كافة الأصعدة والمجالات .. والدقة في تناول الملفات الهامة التي تنهض بالفريق الكروي .. والأهم عملية التدرج من موسم لآخر في الوصول إلى أعلى المراتب ..!! منظومة الفتح متماسكة .. وهي خلية نحل تعمل ليل نهار من أجل الأفضل .. وهذا الأفضل والأحسن هو ما جعل أبناء الفتح في عجلة تطور مستمر .. فالطموح لا يتوقف .. وبنك الأهداف المخطط لها لا تنتهي .. والرجال المخلصون في هذا النادي معين لا ينبض .. همهم الجوهر وليس المظهر .. يعملون يدا واحدة .. دون أن تكون هناك نرجسية لأحدهم ليقول " هذا أنا " .. وناد يتمتع قياديوه بهذه الصفة .. حتما سيصل للقمة ..!! لقد خلق الفتح في دوري الأضواء .. خارطة جديدة لا تعترف بالمدن الكبيرة والتهامها للمدن الصغيرة .. ولا تعترف حتى بالاقتصاديات الكبيرة التي تسمى الحوت ضد الاقتصاديات الصغيرة .. فقد رسم في تلك الخريطة المدن الأكثر تخطيطا .. والحجر على هدر المال في غير محله .. والإنماء المتسلسل بدون مغامرات تأتي بالكوارث .. وقدم الفتح فتحت كل تلك المسارات في خارطة "زين"..!! مقررات الفتح الدراسة في منهج الدوري لم تنته بعد .. والمطلوب أن لا ينحر هذا الضيف الجديد للكبار إعلاميا أو تحكيميا أو جماهيريا .. والأخيرة بيد محبيه والأولى والثانية في ضمير الإعلاميين والحكام ..!! نعم .. لا نبالغ إذا قلنا أن الفتح ظاهرة وليس مجرد فريق " طوارىء " يعلو بسرعة ويسقط بسرعة .. فالتجارب في السنوات الخمس الماضية أكدت لنا أن عجلات قطار الفتح لا تصدر أصواتا مزعجة دون أن تصل إلى المحطة التي ترغب في توقف عجلاتها .. وهذه التجارب كفيلة بأن يسير هذا الفريق الطامح في سلك المنافسة .. رغم التشكيك فيما يسمى بالنفس الطويل .. أو التقهقر والتراجع عندما يحمى الوطيس في المسابقة .. ولعل فوزه على الهلال في الرياض (2-1) وتعادله مع النصر (1-1) في انطلاقة الدوري ونتيجته أمام الشباب في الرياض (4-2 ) في صراع الصدارة في ختام الجولة الخامسة .. تعطينا رؤية خاصة لمشهد وسيناريو الفتح في منافسات هذا الموسم ..!! وحتى نضع النقاط على الحروف .. ونسلم بالأمر الواقع .. فعلى الآخرين أن يقتنعوا أن الفتح أصبح رقما صعبا في المنافسات المحلية .. يخافه الكبار حتى وهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم .. وهذا الفرق بينه وبين الفرق التي كانت في زمن ما تخيف الكبار على ملعبها فقط مثل الطائي والنجمة وأخيرا قبل تراجع مستواه نجران .. وبهذه المعادلة علينا أن نسلم أن الفتح قادم للمنافسة .. ولكن ليس شرطا أن يحقق اللقب في البطولات ذات النفس الطويل .. لكنه أصبح قريبا من تحقيق ألقاب بطولاتها ذات نفس قصير ..!! مقررات الفتح الدراسة في منهج الدوري لم تنته بعد .. والمطلوب أن لا ينحر هذا الضيف الجديد للكبار إعلاميا أو تحكيميا أو جماهيريا .. والأخيرة بيد محبيه والأولى والثانية في ضمير الإعلاميين والحكام ..!! مبروك للفتح ولإدارته الشابة التي سجلت قفزة نوعية لفريقها الكروي .. ومبروك لكل فتحاوي الصدارة مع انتهاء الجولة الخامسة .. ويكفي فقط أن نذكر في هذه الصدارة أن هناك ست نقاط حصدها الفريق من العاصمة من الهلال والمتصدر الشباب .. ونقطة من النصر .. بمعنى إنه تجاوز ثلاث فرق قوية جدا في خمس جولات ..!! خوفي فقط من الفتح نفسه .. أن يبدع أمام الكبار .. ويتراخى أمام من هم دونه في المستوى والنقاط .. وإذا تجاوز الفتح هذا المأزق فهو بألف خير .. شريطة ان تتحرك جماهير المبرز في دعم فريقها المتصدر ..!!