في سابقة لم تحدث من قبل تم كسر (البروتوكول) المعتاد عليه في تحديد مكان نهائي الكأس.. وتم التجاوب مع طلب نادي الوحدة ونقل اللقاء إلى مكة.. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لو أن فريقاً مثل الاتفاق طلب نقل النهائي إلى الدمام هل سيُستجاب له.. أم أن هذه حالة استثنائية؟!!.. وكون الطرف الآخر هو الهلال جعل الأمور تمر بسلاسة وهدوء دون أي رد فعل عكسي.. وإذا كان نقل المباراة يُشكّل دعماً معنوياً للوحدة.. ففي المقابل الهلال لن يتأثر كثيراً، فجماهيره منتشرة في كل مكان.. ولكن نتمنى أن تتوقف المجاملات للوحدة.. لأن اللقاء نهائي سعودي ولقاء بين سعوديين شقيقين.. فبعض الحملات الإعلامية من أطراف لا علاقة لها حتى بالوحدة لم يبق إلا أن تقول: أعطوا الكأس للوحدة بحجة ابتعاده عن البطولات.. وبهذا المنطق لا بد أن نعطي كأساً للقادسية وآخر للطائي ومثله للنصر وكأساً للاتفاق والكوكب، فكلها تمني النفس ومحرومة من الكؤوس!.. ونسميه «كأس جبر الخواطر».. بالطبع الوحدة مؤهل لحمل الكأس ولكن قد تُجهض الفرحة الوحداوية إذا شعروا وكأن الكأس يُقدم لهم على طبق من ذهب وبدون تعب.. لأنهم يرون فريقهم فريقاً جديراً ومؤهلاً للفوز بإمكاناته الفنية وليس ضعيفاً ينتظر الهبات والأعطيات.. فالوحدة ما يغلبها غلاّب.. وليس بحاجة إلى فزعات خارجية.. حتى لا تحدث فوضى جماهيرية! وإذا كانت شائعة التحكيم المحلي نُفيت.. بقي دور التنظيم الجماهيري وأهميته وأن لا تتدخل العواطف فتقود المباراة إلى فوضى جماهيرية.. فقد قرأت أنه عُقد اجتماع بين رئيس الوحدة ومدير ملعب ومدير مكتب رعاية الشباب متجاهلين الطرف الثالث.. وكأن اللقاء ليس لقاء سعودياً ونهائياً محلياً.. فهل هي محاولة لمحاصرة جماهير الهلال؟!!.. الأمر المهم والمنطقي أن يُخصص يسار المنصة لجمهور الوحدة ويمين المنصة لجمهور الهلال.. دون أي اجتهادات تؤدي لكارثة جماهيرية.. وعدم فتح المجال لأصحاب ميول مختلفة للدخول في مدرجات الطرف الآخر.. حتى لا تؤدي إلى مشاكل أو احتكاكات بالمدرجات خصوصاً أنها مناسبة وطنية كريمة وعلى كأس غالية.. الصدارة صعبة..!! من المرات النادرة التي يحتج فيها النصر على أخطاء تحكيمية تعرَّض لها ويكون احتجاجاً صحيحاً، وليس فيه مبالغة أو بهدف ذر الرماد في العيون؟.. وكان للمحلل الإماراتي عبد الرحمن محمد تعليقٌ طريفٌ.. وهو يقول: لأول مرة يحتج النصر ويكون على حق.. وما قدمه الكثيري في مباراة الأهلي والنصر يُعبّر عن مستواه الحقيقي.. ومن يتهمه (بالتعمد) تناسى الخدمات الجليلة والهدايا التي قدمها للنصر ومن أشهرها (بلنتي الوايرلس) أمام الهلال.. والفرق الآن أن النصر اكتوى هذه المرة من تقليعات سعد.. وكان المؤمل أن لا تستغل هذه الأخطاء في مباراة واحدة تأثيرها لا يتجاوز تنافساً على المراكز بعيداً عن اللقب.. ويوسعون دائر المظلومية لتحقيق مكاسب كبيرة أو محاولة إلحاق الأذى بالأندية الكبيرة.. كنت أتمنى من يدافع عن حق النصر ألا يرفع رأسه كثيراً إلى أعلى.. للنيْل من صدارة الهلال.. فيمارس أو يمارسون عقدهم ومركبات النقص.. فيزعم أن النصر خسر الصدارة.. فالنصر لا علاقة له البتة لا من قريب ولا بعيد بالصدارة.. ولم ينافس عليها فعلياً.. فالتصدر عند انطلاقة الدوري شيء طبيعي فالرائد الفريق المكافح تصدر لفترة.. فانطلاقة الدوري مشابهة لانطلاقة الخيل في البداية تكون متقاربة.. ومع استمرار المسافة تبدأ تتباين الخيل وتتوسع المسافات وتظهر الخيل الأصيلة.. ومن يقف خلف المتصدر بمسافة 12 نقطة وقبل النهاية بأربع جولات.. ويراه فارقاً طفيفاً.. فعليه إذن أن ينظر خلفه، فالفريق الصاعد الفيصلي يبتعد عنه فقط بخمس نقاط وقادم بقوة لخطف مقعد آسيوي.. فلا يشغلوا أنفسهم كثيراً بنادي الصدارة.. ولينتبهوا لموقفهم الصحيح بسلم الدوري.. فموقعهم رقمياً (ثالثاً).. لكن فنياً هو مركز خامس أو سادس.. ففارق ال12 نقطة بين المتصدر من جهة وبين الثاني والثالث من جهة أخرى هو فارق غير طبيعي لا يحدث عادة.. فيكون الحديث عن الوصيف والثالث هو حديث شكلي ومن باب التجاوز.. وكان عليهم إذا أرادوا مصلحة فريقهم أن يكونوا صرحاء.. وينظروا للمستفيد من خسارة نقطتين، وهو الاتحاد.. ويتركوا عقدهم وعاداتهم في استهداف الهلال.. في محاولة ساذجة لصرف الأنظار عن الصدارة الهلالية واقترابه من حسم اللقب ومحاولة تشويهها.. ومحاولة سحب الزخم الإعلامي عن مباراة نهائي الكأس.. (حسبة أشعب)..!! الزعم أن النصر كان من المفروض أن يتصدر لولا خسارة بعض النقاط تحكيمياً.. تذكّرني بحسابات أشعب (يذكر ما له وينسى ما عليه)!!. وبهذا المنطق فقد يجد الفيصلي نفسه (لو طبق حسبة أشعب) أنه تجاوز النصر.. فمن يريد أن يحدد هل يستحق الصدارة أم لا!!.. عليه خصم النقاط التي استفاد منها بالأخطاء التحكيمية.. وسيجد النصر نفسه يتراجع إلى الخلف.. وأيضاً إضافة النقاط التي خسرها الهلال (المتصدر) بأخطاء تحكيمية.. والتي كانت ستجعله يحسم الدوري رسمياً من قبل أربع جولات.. لكن الصدارة صعبة.. والنصر فريق مجتهد ولكنه تاريخياً صاحب نفس قصير في مسابقة الدوري.. فخلال 35 دورياً تصدر ثلاث مرات فقط!!.. في حين أن الهلال في آخر أربعة مواسم فقط تصدر الدوري ثلاث مرات.. وما احتاج النصر إلى 35 عاماً ليفعله.. فعله الهلال في أربعة أعوام.. فالفريق الأصفر الحالي بحاجة إلى شغل كبير حتى يصمد في دروب الدوري الطويلة والشاقة.. والأفضل حالياً التركيز على بطولات النفس القصير.. فريق النفس الطويل من الخصائص الهامة والمطلوبة لفريق حتى ينافس على بطولة الدوري.. قدرته على تجاوز الأزمات والظروف والعراقيل والعوائق والأخطاء التحكيمية وغيرها.. والهلال لو ركن لإحصاء الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها.. وتفرغ للصياح والنياح وإصدار البيانات.. لما تصدر بهذا الفارق الشاسع.. الهلال فقط في آخر أربع مباريات دورية ومع فرق منافسة تضرر تحكيمياً.. خسر نقطتين مع الأهلي بسبب هدف غير شرعي بعد دفع المرشدي وأيضاً تعادل معه الاتحاد بعد أن حُرم الهلال من ضربة جزاء صريحة لويلي.. وقبل أيام أمام الشباب ألغى الحكم هدفاً يبدو أنه صحيح.. ومع هذا الهلال فاز واستمر بالصدارة.. وحتى الحكم سعد الكثيري محور الحديث تحكيمياً.. حرم الهلال من الفوز على التعاون عندما احتسب على الهلال ركلتي جزاء مشكوك بهما.. ومع الفيصلي مباراتين.. وكثير من المباريات يصعب حصرها حالياً.. ضربات حرة من يريد تقديم (CD) عن الأخطاء التحكيمية التي تضرر منها.. عليه أن يقدم ظرفاً آخر فيه (CD) للأخطاء والهدايا التحكيمية التي استفاد منها.. المستفيد الأول من أخطاء الكثيري في مباراة الأهلي هو الاتحاد الذي انفرد بالوصافة.. وبالطبع لا ذنب له.. رغم كل هذا الاحتقان والبيانات والتصريحات النارية.. لم يطالبوا بحل لجنة الحكام ولو تلميحاً.. وإذا عُرف السبب بطل العجب.. هدف المرشدي بالشباب.. لو لم يلغه الحكم لما تطرق له أو شكّ بصحته أحد.. الهلال غالباً يتلافى الأخطاء التحكيمية التي تعترضه.. كما فاز على الشباب رغم إلغاء هدف المرشدي.. وغيره فشل بالفوز عقب إلغاء هدف.. وهنا الفرق. في قناة الجزيرة.. وفي الأستوديو التحليلي مع المذيع البكر والمعد محمد العتيبي تجاهلوا التطرق لهدف المرشدي ولم يأخذوا رأي المحللين فيه.. كما لا يُوجد محلل محسوب على الهلال أسوة بالأندية الأخرى!.. مع أن الهلال طرف بالمباراة.. الإعلام غير المنصف جعل من مباراة الأهلي والنصر العنوان الرئيس لمباريات الأسبوع خصوصاً بعد أخطاء الحكم.. رغم أنها مباراة تتعلق بالتنافس على تحسين المراكز.. متجاهلين قمة الهلال والشباب التي تؤثر مباشرة على الصدارة.. المدرب هيكتور يُصاب بالهستيريا لفشله المزمن في الفوز على الهلال.. لذا اعتاد على الانطلاق نحو الحكام لتفريغ الغضب.. حتى لو كانت الأخطاء التحكيمية لصالح فريقه!