يعكف مستثمرون صناعيون محليون وعالميون في قطاع البتروكيماويات على دراسة إقامة أول مشروع بالمملكة لإنتاج الألمونيوم كمادة خام حيث يخطط للتحالف لبناء مصاهر ألمونيوم بالجبيل 2 بطاقة أولية 500 ألف طن وبتكلفة تقدر بملياري دولار وهي تعد صناعة جديدة واعدة ومنافسة بالمنطقة وتمثل أهمية قصوى نظراً للطلب العالمي المتزايد حيث إن أسواق الألمونيوم تنمو عالمياً بشكل مطرد بمقدار 3٪ و يقدر الاستهلاك العالمي ب 28 مليون طن سنوياً مما يدعو الحاجة لتشييد عدد من المصاهر لتواكب هذا النمو الكبير في الطلب على المنتج وهذه الخطط الجادة لن تؤثر سلباً على الخطط التوسعية لمصانع الألمونيوم القائمة حالياً بمنطقة الخليج ولن تشكل منافسة كبيرة نظراً للاحتياج العالمي المتنامي. وما يدعم هذه الخطط الجادة لإقامة المشروع اعتماد صناعة الألمونيوم بشكل رئيس على الغاز الطبيعي والذي تنعم المملكة بوفورات هائلة منه حيث تتولى شركة أرامكو السعودية امداد كافة الصناعات بالجبيل 1 و2 باحتياجاتها دون معوقات ووفق أسعار مناسبة تقل عن الأسعار العالمية مما يساهم في نجاح إقامة المشاريع الصناعية المشتركة وضمان ربحيتها خاصة وأن قطاع صناعة الألمونيوم من القطاعات الصناعية المهمة والاستراتيجية التي تحاول كثير من الدول الصناعية التركيز عليها لتنويع مصادر الدخل وزيادة الناتج القومي حيث تتميز صناعة الألمونيوم عن باقي الصناعات التحويلية بتكامل سلسلة الإنتاج من مادة أولية ووسيطة ومنتجات نهائية وتغطي هذه الصناعة معظم عمليات الإنتاج من الألمونيوم الأولي إلى عمليات البثق والسحب والدرفلة والمسحوق. وكانت شركة البحرين للألمونيوم (البا) والتي يمتلكها عملاق الصناعات البتروكيماوية السعودي (سابك) بنسبة 20٪ وهي إحدى أكبر شركات الألمونيوم في الشرق الأوسط قد دشنت مؤخراً خط الصهر الخامس في مصنع بتكلفة 1,7 مليار دولار حيث ساهم في رفع إجمالي طاقة الشركة لتبلغ 850 ألف طن سنوياً لتصبح شركة (البا) أكبر مصهر في العالم خارج شرق أوروبا وتسويق منتجاتها بنسبة 65٪ في الأسواق الخليجية والنسبة المتبقية للأسواق العالمية للشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا بعد أن كانت توجه نسبة كبيرة جداً من إنتاجها للأسواق الأوروبية قبل أن يفرض الاتحاد الأوروبي الضرائب على واردات منتجات الألمونيوم وبالأخص الواردة من مصانع الخليج العربي. وأكد ل «الرياض» السيد بروس هول الرئيس التنفيذي لشركة البا بأن الشركة شرعت في تنفيذ عدة توسعات وفتحت أسواقاً أخرى جديدة وتخطط حالياً لبناء مصهر سادس للألمونيوم لتعزيز طاقاتها الإنتاجية حيث دعمت التوسعة الخامسة موقف الشركة التنافسي لتصبح بذلك أكبر مصنع للألمونيوم حديث في العالم وبدوره سوف يعمل ذلك على زيادة مساهمة (البا) في الاقتصاد الوطني لأكثر من 300 مليون دولار أميركي سنوياً.. وأضاف بأن المصاهر الجديدة المخطط لها قادرة على استغلال مصادر الطاقة في منطقة الخليج الغنية بالنفط والغاز. وذكر بأن عدداً من دول الخليج تخطط أيضاً لبناء مصاهر ألمونيوم حيث تخطط دولة قطر لبناء مصهر بطاقة 570 ألف طن سنوياً كما وقعت سلطنة عمان مؤخراً اتفاقاً لإنشاء مصهر بطاقة 650 ألف طن يتوقع أن يبدأ عمله في أواخر عام 2007م. وإضافة إلى مصانع (البا) يحتضن الخليج مصنع ألمونيوم كبير آخر هو مصنع دوبال بدولة الإمارات العربية المتحدة الذي يفوق مجموع إنتاجه إلى جانب إنتاج (البا) مليون طن سنوياً.