اختتمت دورة الألعاب الاولمبية 2012 بلندن الشهر الماضي، واتضح في حفل الافتتاح والختام الإبراز القوي لتاريخ مراحل التنمية وهوية البلد المضيف، واتضح أيضاً في مراحل المنافسة للمشاركين الفرحة بالإنجاز والمشاركة، وهنا تبرز أهمية الاستفادة من تجارب الآخرين بمراحل التخطيط والتنمية بأبعادها الاقتصادية الاجتماعية والبيئية. التخطيط والتنمية الحضرية لاستضافة الدورة الأولمبية بلندن اتضح في تطوير جزء من شرق لندن وتحويله من موقع استخدم في الماضي لأغراض صناعية الى حديقة أولمبية جميلة تحوي أبعادا اقتصادية واجتماعية وبيئية تستفيد من مخرجاته الأجيال في علاج قضايا التنمية ومنها البنية التحتية والطرق والإسكان والحفاظ على البيئة والسياحة وإيجاد فرص للعمل ومدارس وسكن وأنشطة ترفيهية . الاستفادة من تجارب الآخرين أمر مهم في مراحل التنمية، وتجربة تخطيط المكان بأولمبياد لندن من التجارب التي يمكن الاستفادة منها في مراحل التنمية على جميع المستويات التنموية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. التجديد الحضري بمنظومة التخطيط والتنمية الحضرية لشرق لندن لم يكن فقط بهدف استضافة الدورة الاولمبية ولكن كان أيضاً بهدف استثمارٍ لأجيال المستقبل بخلق فرص للتنمية والتعليم الثقافي والتدريب، وخلق فرص العمل وإيجاد مزيد من المناطق الخضراء وطرق للمشاة في بيئة صحية. وبناء المنطقة لاستخدامها بعد انتهاء الدورة لسنوات قادمة تدعم المنطقة اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا. ونشر إعلامياً عن أرقام من الأولمبياد منها كشف عمدة لندن عن الأرباح لأوليمبياد لندن التي وصلت إلى 13 مليار جنيه إسترليني. وقال: إن لندن استقبلت خلال الأوليمبياد 300 ألف زائر من الخارج، بالإضافة إلى 600 ألف زائر محلي وإن نسبة الإشغال الفندقي بلغت 84 بالمائة. وأشارت أرقام حكومية بريطانية إلى أن 98 بالمائة من ستة مليار جنيه إسترليني تم تخصيصها لإنشاء وصيانة الحديقة الأوليمبية على هيئة عقود مع شركات بريطانية. ومساهمة الأوليمبياد في خلق عدد من الوظائف بشكل غير مباشر، وذكرت الحكومة البريطانية أن 10 آلاف شخص تم تعيينهم بمركز (ويستفيلد) التجاري الذي تم إنشاؤه على مدخل الحديقة الأوليمبية، فيما يتوقع أن يشهد قطاع السياحة خلق فرص عمل تصل إلى 12 ألف فرصة إضافية خلال الأعوام المقبلة بفضل الدفعة التي تسبب فيها الأوليمبياد. وأخيراً وليس آخراً لا شك أن الاستفادة من تجارب الآخرين أمر مهم في مراحل التنمية، وتجربة تخطيط المكان بأولمبياد لندن من التجارب التي يمكن الاستفادة منها في مراحل التنمية على جميع المستويات التنموية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمساهمة في توفير مخططات مدن وقرى توفر متطلبات ساكنيها وتنمي قدراتهم الإبداعية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والرياضية من خلال تخطيط وتصميم المساحات الكافية للحدائق ومراكز الأحياء والساحات المفتوحة والمنشآت الرياضية المترابطة مع ما حولها من استعمالات للأراضي. والاستفادة من الأنشطة الرياضية للمشاركة في تأهيل كوادر بشرية تساهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتحقيق أهداف التنمية المتوازنة والمستدامة. ومع ذلك كله الأخذ في الاعتبار قضية الصيانة في مراحل التخطيط والتنمية.