اختيرت ستراتفورد في نيوهام في شرق لندن لتكون المقر الرئيسي لاولمبياد لندن 2012 على الرغم من انها احدى مناطق العاصمة الأكثر تنوعا والمحرومة اقتصاديا، ليكون هذا الاختيار سبباً اساسياً وحافزاً من أجل تحويل منطقة شرق لندن بشكل جذري لتحسين صورة المنطقة والهيكل الاساسي لها، هذا التحول شمل اسثمارات هائلة من الحكومة ورجال الاعمال والشركات والمستثمرين الاجانب حتى المستثمرين العرب اغتنموا الفرصة ليشتروا الوحدات السكنية القربية من القرية الاولمبية في شرق لندن ليستفيدوا مما سيجذبه الحدث الرياضي من سياح وبالتالي ارتفاع في الاسعار. ضخ المال وتحسين البنى التحتية لم يستطع جذب المستثمرين عندما ربحت العاصمة لندن باستضافة الاولمبياد الصيفي 2012 أملت المجموعات العقارية بأن هذا الحدث سوف ينشط الحركة العقارية في شرق لندن ولكن أسعار العقار المحلية حتى الآن لم تتحسن على عكس اسعار الإيجار التي وصلت الى رقم قياسي في المنطقة، هذا الارتفاع المبرر في اسعار إيجار الوحدات السكنية عائد إلى أن الكثير من المكاتب العقارية استأجرت هذه الوحدات ثم اعادت تأجيرها مرة اخرى. القرية الأولمبية ستتحول بعد عام إلى حي سكني جديد تاريخياً وفي الغالب فالمدن الأولمبية المضيفة في كثير من الأحيان تشهد نتائج إنمائية واقتصادية مخيبة للآمال فمليارات الدولارات تصرف على استثمارات في البنية التحتية والملاعب الرياضية وغيرها من التسهيلات والتجهيزات للحدث، كل تلك الاستعدادات لا تعمل مباشرة على رفع اسعار العقار في تلك المدن، ففي تقرير يقيس مدى تأثير الاولمبياد الصيفية على ارتفاع اسعار الوحدات السكنية في المنطقة الاولمبية يؤكد التقرير ان دورة الالعاب الاولمبية الصيفية ادت لزيادة قيمة العقارات في اثنتين فقط من المدن المضيفة الخمس من عام 1984 الى عام 2000 فمجرد ضخ المال في المدينة لا يؤدي بالضرورة الى ارتفاع الاسعار على المدى الطويل ولا يزيدها جاذبية. معدلات الجريمة ونسبة البطالة عائقان أمام تنمية المنطقة ففي خلال السنتين الماضيتين، جذبت المنطقة الأولمبية في لندن حوالي 1.6 مليار جنيه استرليني (2.5 مليار دولار امريكي) من الاستثمار في المنازل والتنمية التجارية، كما كانت هذه الاستثمارات الى حد كبير اجنبية، ولكن زيادة أسعار المساكن كانت بسيطة، وتقتصر على مناطق قليلة حول الحديقة الأولمبية. القرية الاولمبية نيوهام حافظت على سمعتها الفقيرة، ولهذا السبب لا تزال غير مرغوب بها، على الرغم من التطور الشاسع الذي شهدته، العقار في لندن يعتمد بشكل كبير على المناطق الرئيسية وهذه لا تشمل شرق لندن ومازالت شرق لندن بين المناطق الأكثر انخفاضاً بالاسعار في المدينة ب 45٪ أرخص من المعدل المعتدل لاسعار المدينة. إعادة بناء المنطقة ويتوقع بعض محللي العقار ان سوق العقار السكني في شرق لندن سيتحسن في نهاية المطاف، ولكن في غضون سنوات وليس اشهراً، كما اضافوا انه لا يوجد أي دليل على وجود ازدهار في السوق الإسكاني، ولكن شرق لندن من المرجح أن يخضع تدريجياً الى تنمية اكبر واقبال اسكاني كبير عندما تضطر لندن الى توسيع المناطق الرئيسية للسكن والعمل على حد سواء. وبالعودة إلى الالعاب الاولمبية، فقد تم التخطيط لحوالي احد عشر ألف وحدة سكنية جديدة في القرية الأولمبية، لتزيد عدد الوحدات السكنية بنسبة 80٪، هذا وقد اشترى صندوق الثروة السيادية القطري قرية لندن الأولمبية الواقعة شرق العاصمة البريطانية بقيمة 557 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل نحو 907 ملايين دولار في إطار مشروع مشترك مع الشركة العقارية البريطانية (دلانسي)، المشروع المشترك سيحوّل القرية الأولمبية البالغة مساحتها 27 هكتاراً إلى حي سكني جديد في لندن بعد انتهاء أولمبياد لندن العام المقبل، حيث سيحتوي على منازل بأسعار معقولة ومنازل فاخرة ومدارس ومرافق للرعاية الصحية والترفيه.. ووصف رئيس بلدية مدينة لندن بوريس جونسون بيع القرية الأولمبية بأنه "صفقة كبيرة للندن أظهرت أن ثقة كبار المستثمرين كبيرة في مستقبل مناطقها الشرقية". شرق لندن خلال اعمال شغب 2011 بلا شك هناك الكثير من الاستثمارات التي تجذبها المنطقة، كما شهدت المنطقة مشاريع هائلة للبنية التحتية، وتحسيناً في وسائل النقل والمتاجر والتسوق والمرافق المحلية التي كانت مهملة تماماً، والسؤال هو: من سيشتري او يستأجر هذه الوحدات لينتقل للعيش في هذه المنطقة؟ فالطرف الشرقي لم يجلب الكثير من الاستثمار او التطوير في الوحدات السكنية او البنية التحتية كما انه يحتضن ما يعرف ب"المجالس الاسكانية"، وهي شكل من اشكال الاسكان العام او الاجتماعي بنيت لتوفير سكن غير مزدحم، وبعقود إيجار آمنة ومعقولة للأشخاص من الطبقة العاملة والطبقة الفقيرة، ولهذا السبب تشهد بعض هذه المساكن معدلات جرائم مرتفعة حيث يحكمها عصابات شابة عنيفة، بالاضافة الى ذلك فان نيوهام لديها أعلى معدلات السرقة في العاصمة لندن وتصل البطالة الى 14.2 في المئة، مقارنة مع 8.6 في المئة في جميع أنحاء لندن وأكثر من نصف سكان نيوهام لديهم مستوى منخفض جدا من التأهيل العلمي، كما أنهم يكسبون 12،500 جنيه استرليني أقل من دخل اللندني متوسط. جانب من القرية الاولمبية قبل وبعد هذا بالإضافة إلى أن من يسكن في هذه المساكن يكون في الغالب ذا وضع اجتماعي متدنٍ يعكس الحالة الاقتصادية التي كانت تمر فيها بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فبينما تطورت لندن واعادت تأهيل نفسها بقيت بعض المناطق في العاصمة على حالها وعاشت هذه المنطقة عقوداً من التدهور الصناعي والبطالة والحرمان الاجتماعي ومكان الجريمة وهي في منأى عن تاريخ وتطور الطرف الغربي المتألق. الوحدات السكنية الجديدة حالياً الايجار على المدى الطويل لم يشهد فرقاً شاسعاً بالاسعار في المنطقة الرئيسية والطرف الشرقي. في المناطق المجاورة للقرية الاولمبية يصل سعر ايجار شقة بغرفتي نوم 350 جينهاً استرلينياً في الاسبوع مقارنة بنفس مواصفات الشقة لكن في المناطق الرئيسية للعقار في لندن ب 750 جينهاً استرلينياً في الاسبوع، بهذا المبلغ يمكن العثور على منزل يتضمن ست غرف نوم بمواصفات ممتازة وعالية جداً في الطرف الشرقي. سيارة محروقة شرقي لندن خلال عمليات الشغب