في حديث ل«في وهجير» قال شاعر المحاورة المعروف حبيبي العازمي إن ما تعيشه الساحة الآن من وهج وسطوع إنما هو وهج وسطوع الكم وليس الكيف فزمن الإبداع والمبدعين شارف على الرحيل، ومن هو متعمق ومتابع لمسيرة المحاورة في الساحة يدرك معنى كلامي، فما يحدث الآن في الساحة إنما هو تهريج «وضحك على الجمهور». وأضاف العازمي : فكرة اعتزالي واردة وجادّة بسبب تشبّعي، والوقت الطويل الذي أمضيته.. فالشعر يأخذ الكثير من وقتي وجهدي، كما أن كثرة الشعراء وقلة الشعر والوضع المتردّي لساحة المحاورة لها دور كبير في ذلك. فكرة اعتزالي واردة وجادّة بسبب تشبّعي، والوقت الطويل الذي أمضيته، فالشعر يأخذ الكثير من وقتي وجهدي كما أن كثرة الشعراء وقلة الشعر والوضع المتردّي لساحة المحاورة لها دور كبير في ذلك. وعن وجود الشعراء الشباب ومدى تأثيرهم على الشعراء الكبار قال العازمي: وجود الشعراء الشباب لا يشكّل أي تهديد أو تأثير على وجود الشعراء الكبار فالرغبة والخاطر الخاص بالشاعر نفسه هو من يحدِّد حضوره أو غيابه، فلا يوجد هناك تكافؤ بين الشعراء الحاليين والشعراء الكبار. وأما عن كثرة جمهور شعر المحاورة وتواجدهم فقال: كثرة الجمهور الحالي لا تعتبر دليلًا على إبداع الشعراء، فهو جمهور قد يكون متذوقًا وليس بجمهور ناقد، ففي السابق كان الجمهور يحفظ الأبيات ويردّدها لمدةٍ طويلة، وأما اليوم فالشاعر نفسه لا يحفظ ما قاله بالأمس، فأصبح الوضع تهريجًا وضحكًا على الناس كما قلنا، وبعض الشعراء للأسف «كالأطرش في الزفة» وأنا أقول البعض وليس الكل، ثم إن الجمهور السابق يغلب عليه طابع النقد وقوة الملاحظة، فإن كان للشاعر هفوة أو خلل في أحد أبياته أو تجاوز انعكس ذلك على جمهوره ومتابعيه بنقده النقد السليم الهادف، فمثل هذا الجمهور لا يتجاوز ال 10 بين كل المتابعين في الحفل الواحد، فالشاعر يخاطب ذاته دائمًا ولا يفهمه إلا المبدع. واستطرد معبرًا عن الأبيات التي ترمي إلى معنى عميق لا يفهمه إلا القليل وذلك بقوله: لا شك في أن مثل تلك المعاني تعتبر من احدى أهم قواعد الشعر وللأسف ما نراه ونسمعه الآن عكس ذلك، فالمعاني باتت واضحة ولم يعُد للعب طعم كالسابق، فأين المتعة في ذلك؟! وفي ختام حديثه وجّه العازمي رسالة للشعراء والمهتمين بفن المحاورة قائلًا: أرجو من الشعراء والصحافة عدم الانجراف إلى الهاوية، فمثل تلك الفنون هي موروثنا ومن تراثنا الغالي علينا، فلابد أن نرتقي به ونظهره للمتلقين كما ينبغي، ولأن الإعلام الشعري والمتابعين له لا يأخذون ولا يتداولون إلا ما يردده الشعراء أنفسهم.