فتح القضاء الفرنسي (نيابة نانتير) تحقيقا في وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 2004 بناء على طلب من زوجته التي تتهم اسرائيل بتسميمه بمادة البولونيوم. ويأتي فتح هذا التحقيق إثر تقدم سهى عرفات بدعوى ضد مجهول بتهمة الاغتيال في 31 تموز/يوليو الفائت مع الادعاء بالحق المدني وذلك اثر العثور على اثار لمادة البولونيوم المشعة السامة في اغراض شخصية لعرفات. وقال بيار اوليفيه سور محامي سهى عرفات في باريس ان هذه الشكوى "لم تسقط بالتقادم لانها تأتي قبل مرور عشر سنوات على الوقائع ولا تهدف سوى الى اظهار الحقيقة". ورحبت ارملة عرفات وابنته بهذا الاجراء، وقال احد وكلائهما الفرنسيين بيار اوليفييه سور في بيان ان "نيابة نانتير اعلنت لتوها رسميا فتح تحقيق قضائي اثر شكوى ضد مجهول تقدمت بها السيدة سهى عرفات وابنتها في 31 تموز/يوليو 2012. ان السيدة عرفات وابنتها ومحاميهما يرحبون" بذلك. واوضح البيان ان الاشخاص المذكورين "اختاروا عدم الادلاء بارائهم بهدف افساح المجال امام قضاة التحقيق المعنيين اجراء كل التحقيقات اللازمة بحثا عن الحقيقة (...) الامر الذي يشكل ضمانا لا غنى عنه". ولم تقدم ابدا اي معلومات طبية واضحة عن اسباب وفاة عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي قرب باريس وذلك بعد فترة وجيزة من التدهور الحاد في حالته الصحية الذي استدعى نقله الى فرنسا للعلاج. ويوجد اقتناع شديد لدى الفلسطينيين واقارب عرفات بانه مات مسموما. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "نحن نرحب بهذا القرار"، ونأمل في "سرعة التوصل الى الحقيقة كاملة". وزعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يغال بلمور ان "اسرائيل غير معنية بهذا التحقيق رغم الاتهامات التي تساق ضدنا". وكان معهد الاشعة الفيزيائية في المركز الطبي الجامعي في لوزان اعلن الجمعة انه ينوي ارسال خبراء الى رام الله لفحص رفات الزعيم الفلسطيني بعد الحصول على موافقة ارملته وذلك من اجل البحث عن آثار محتملة لمادة البولونيوم. وفي القاهرة التقى الدكتور عبدالله البشير رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في ظروف وفاة عرفات، مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي واللجنة العربية المعنية بإعداد الملف القانوني الخاص بهذا الشأن والمشكلة برئاسة نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي وعضوية الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية السفير محمد صبيح والمستشار القانوني بالجامعة العربية رضوان بن خضرا وذلك لبحث التحركات بشأن تذليل العقبات للتحقق من أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال البشير للصحفيين إن الأمين العام للجامعة العربية كان قد وجه رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتضمن ما خلص إليه اجتماع مجلس الجامعة العربية في يوليو الماضي على مستوى المندوبين الدائمين لبحث ملابسات اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل وذلك بتشكيل لجنة لإعداد ملف كامل يتضمن كافة المعلومات والوثائق والمستندات والتقارير الطبية المتعلقة بوفاته لرفع هذا التقرير إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته القادمة في سبتمبر المقبل. وأضاف : إن الأعراض التي ظهرت على الرئيس الفلسطيني الراحل قد تؤكد وفاته بمادة البولونيوم المشعة أو غيرها ، مشيرا إلى أن التقرير الطبي الفرنسي لم يتمكن من الوصول إلى سبب معروف للحالة التي أدت إلى الوفاة والتطورات المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض كما أنها لا تتفق مع مرض طبيعي لكن مع مادة سمية.