نجحت شركة ارامكو السعودية في تخطي تبعات محاولة تمرير الفيروسات المتعمد الى موقع شبكتها قبل أجازة عيد الفطر , وبدا ذلك واضحا مع مباشرة موظفي أرامكو أعمالهم أمس الأول بعد انقضاء اجازة عيد الفطر , وأدائهم عملهم دون أي مشاكل. ومما يؤكد عدم وصول الفيروسات الى الشبكة الرئيسية للشركة وعدم تأثر الأعمال والانتاج بالمحاولة , وفقا لما أعلنته الشركة في حينه , وان الاجراءات التي تم اتخاذها كانت احترازية فقط هو تسلم أكثر من 53 ألف موظف وموظفة في أرامكو السعودية رواتبهم لشهر أغسطس صباح امس . ومن المتوقع أن تصدر شركة أرامكو بياناً تفصيلياً توضح فيه كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الاختراق. من جانبه أوضح الخبير الاقتصادي فضل البوعينين انه لا يوجد انعكاسات سلبية لمحاولة تمرير الفيروسات على عمليات انتاج النفط , بل ان عمليات الانتاج تبدو طبيعية ولا يوجد أي ردة فعل في الأسواق لما حدث من هذا الاختراق. وأضاف البوعينين أن الشركات الكبرى دائماً ما يكون لديها خطط وقائية وخطط للطوارئ تمكنها من التعامل مع الظروف الطارئة وبما يضمن استمرارية العمل. وعن المنتجات النفطية قال البوعينين «لا أرى نقصاً في أي من المنتجات النفطية المكررة في السوق السعودية وأن أي تغيير ربما كان على علاقة بالطلب المحلي لا مشكلة الاختراق , والدليل أن هناك بعض النقص حدث في فترات سابقة قبل حدوث هذا الاختراق . ونوه إلى أن ما حدث في شركة ارامكو يجب أن يدق ناقوس الخطر لجميع الشركات السعودية الضخمة وخاصة القطاع المصرفي والشركات البتروكيماوية وبعض المؤسسات الحكومية , فالاختراقات يمكن أن تحدث في أي وقت ومع أي جهة , ومن استطاع أن يخترق شبكة «البنتاغون» الأمريكية فلن يعجز عن اختراق أي شبكة محلية , فالواجب أخذ الاحتياطات اللازمة للتعامل مع أي اختراقات مستقبلية لأي جهة كانت . وكان رئيس شركة ارامكو المهندس خالد الفالح قد صرح في وقت سابق ل «اليوم» عن عدم تضرر المؤسسات المالية التي تتعامل معها الشركة، مبيناً أن الضرر اقتصر على مستخدمي الشبكة من الموظفين وبعض مَن له اتصال، واعتبر الفالح هذا الهجوم نوعًا من المضايقة لكنها لم تؤثر على العمل، ولفت إلى أنه من حسن الحظ أن توقيت الهجوم كان في فترة إجازة وهو ما حدّ من أثره، وأضاف إنه سيتم تجاوز المشكلة قريبًا وأن الشركة ليست على عجلةٍ من أمرها وتريد التأكد من أن نظم حماية الشركة أفضل مما كانت عليه في السابق وألا تتكرر وأن ذلك يتطلب اتخاذ إجراءات بهدوء». وأكد الفالح عدم انقطاع أي عملية مهمة في أرامكو سواء عمليات التشغيل أو عمليات التسويق والإمداد لداخل المملكة أو خارجها، كما لم يكن هناك خلل في التعاملات المالية مع عملاء الشركة في كافة أنحاء العالم، وقال إن أرامكو ستظل شركة عملاقة أكبر من عبث العابثين والإعلام له دور كبير في تحري دقة المعلومة موضحاً أن شركة بحجم أرامكو لديها خطط وأنظمة مساندة بديلة ولا تعتمد على نظام واحد وهي مستعدة حتى للتعامل الورقي إذا لزم الوقت.