اسمحوا لي ان أبدأ حديثي معكم بتهنئتكم وتهنئة الشعب السعودي كافة بعيد الفطر المبارك ، وفي هذه الأيام تحديدا تستعد كافة الأسر السعودية والطلبة والطالبات لبدء الموسم الدراسي الجديد والذي ينطلق خلال الأيام القليلة القادمة ، اما الطلبة والطالبات السعوديون الذين يدرسون بالخارج فبدا لي انهم شدوا الرحال الى الديار التي يتلقون التعليم لديها ، وهذا الأمر كان واضحا لي عندما كنت مغادرا للولايات المتحدة منتصف الأسبوع الماضي، بان عددا كبيرا من المسافرين هم من أبنائنا الطلبة والطالبات ، وعندما تتأمل أكثر بوجوههم تشاهد قصصا مختلفة تتفاوت بين الحماس والطموح والثقة والإرادة لبناء مستقبل سيكون أفضل بإذن الله بسواعد أبناء هذا الوطن . وعند الوصول الى مطار واشنطن دالاس انترناشيونال وتحديدا عند موقع مكتب الجوازات بالمطار ، ومع العدد الكبير في خطوط الانتظار إلا انه بدا واضحا من العدد الكبير للسعوديين الذين يحملون جوازاتهم بأيديهم لإنهاء إجراءات الدخول ، وهنا تأكدت ان ما شاهدته في الطائرة اقل بكثير من الواقع الفعلي، وجاءتني الفرصة لأتحدث الى احد الطلبة ونحن ننتظر إنهاء إجراءات الدخول وهو احد الطلبة السعوديين الذين يدرسون في احدى الجامعات الأمريكية في مجال الهندسة ، وانهى قرابة الثلاث سنوات بالولايات المتحدة ، وفي نقاشي معه بدا عليه علامات السعادة والثقة بالنفس ، وانتظار ساعة التخرج ، وقد يكون همه الكبير هو الحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرج ، ولكن الأبرز كان حديثه عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للطلبة والطالبات ومنحهم هذه الفرصة الكبيرة بتعليمهم في أرقى الجامعات بالعالم . ولم يكن الأمر مستغربا بل زادني سرورا كبيرا وأنا أشاهد مجموعة كبيرة من الطلبة السعوديين في أنحاء مختلفة من الجامعةفي اليوم التالي سنحت لي الفرصة لزيارة جامعة جورج ميسون العريقة بولاية فرجينيا، ولم يكن الأمر مستغربا بل زادني سرورا كبيرا وأنا أشاهد مجموعة كبيرة من الطلبة السعوديين في أنحاء مختلفة من الجامعة، فقد صادف ذلك اليوم بداية الفصل الدراسي بعد توقف فترة الصيف، وتحدثنا الى بعضهم ولم يكن هناك ما يعكر صفو اهتمامهم بالمكاسب التعليمية وأبدوا راحة كبيرة من البيئة التعليمية داخل هذه الجامعة، ولم يكن مستغربا شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على برنامجه للابتعاث الخارجي ، وطلب بعضهم ممن لم يحصل على الموافقة لانضمامه للبرنامج ان تمنحه الحكومة هذه الفرصة خاصة ان بعضهم قضى اكثر من فترة عام كامل وهو يدرس بالخارج وهو يتحمل كافة الأعباء والمصاريف المادية . ودائما وأبدا ، يبقى هناك تساؤل في ظل القناعة الكبيرة بنجاح برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، ماذا أعددنا لهؤلاء الطلبة عند عودتهم من الخارج ؟ آمل ان لا يكون هذا التساؤل بمثابة تمييز بين الخريجين من الجامعات السعودية والخريجين من الخارج ، حيث كلاهما على قدر الأهمية ، لكن يأتي هذا التساؤل كي لا يتوقف برنامج الابتعاث عند حدود الابتعاث بل الأمل في ان يكون الابتعاث هو حلقة وان نبحث عن حلقات اخرى مكملة لكي نضمن الاستفادة القصوى من التحصيل العلمي وانعكاسها على المجتمع والوطن السعودي بشكل عام ، وشكرا يا خادم الحرمين. [email protected]