تتجلى عظمة الدين الإسلامي في تحقيق العدل بين الناس ذكورًا وإناثًا واستوقفتني الآية الشريفة في قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل: 97، حينما تأملت هذه الآية الكريمة بإمعان فكر تجلّت حقيقة العدالة الإلاهية في المساواة بين الرجل و المرأة حقوقًا وواجبات بما ينسجم مع الخصائص والصفات المشتركة والفروق الفردية بينهما. ومن خلال تأمّلي لمفهوم العمل الصالح تكوَّن لدي يقين بأنه لا يقتصر على أداء اركان الدين الإسلامي المتمثلة في الشهادتين وإقامة الصلاة وأداء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام فحسب بل إنه يشمل كل الاعمال التي تؤدي الى إعمار الارض وإلى خير ورخاء المجتمع وأمنه واستقراره وعدم الافساد بكل صوره وأشكاله. إن العمل الصالح يشمل كل انواع التعامل بين الناس بالخلق الحسن والكلمة الطيّبة والعدل واحترام الحقوق والواجبات والمعاهدات والعقود والمواثيق والالتزام بما فيها؛ ليتحقق العدل والامن والسلام في المجتمع وإزالة اسباب المنازعات والخصومات بين الناس؛ ليتعايشوا في حرية مسؤولة تليق بالإنسان مهما اختلفت أجناسهم وثقافاتهم كبارًا وصغارًا رجالًا ونساءً. وأن العمل الصالح يشمل كل انواع التعامل بين الناس بالخلق الحسن والكلمة الطيّبة والعدل واحترام الحقوق والواجبات والمعاهدات والعقود والمواثيق والالتزام بما فيها ليتحقق العدل والامن والسلام في المجتمع وإزالة اسباب المنازعات والخصومات بين الناس ليتعايشوا في حرية مسؤولة تليق بالإنسان مهما اختلفت اجناسهم وثقافاتهم كبارًا وصغارًا رجالًا ونساءً. وكل هذه الأعمال الصالحة التي أكدتها آيات القرآن الكريم والسنة النبوية هي عبادة لله تعالى، يتساوى فيها الرجل والمرأة كما في الآية السابقة، وكما في قوله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ...) آل عمران :195. فهل يدرك الرجال حقيقة أن المرأة في منظور الإسلام لديها الاهلية العقلية والفكرية والكفاءة التي تمكّنها من القيام بأدوارها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بما يتناسب مع خصائص تكوينها لتكون زوجة وأما ترعى زوجها واولادها بعاطفة غنية بالحب والرحمة والحنان، كما حثها الاسلام على كسب الرزق بالعمل داخل الاسرة وخارجها سواء بالعمل في وظيفة بأجر او العمل الخاص كمزاولة العمال التجارية او الصناعية أو المهنية ولها حق التصرف في أموالها واستثمارها ولها حق التعبير عن رأيها والمطالبة بحقوقها عزيزة مكرّمة، ومن ينكر ذلك فقد خالف شرع الله.