تتلقى ملحقياتنا الثقافية دعما و اهتماما مباشرا من مولاي و سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز و ولي عهده سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز و وزير التعليم العالي معالي الدكتور خالد العنقري و الذين لا يألون جهدا في الاعتناء بأبنائنا المبتعثين. و قد كانت أول مرة دخلت فيها مبنى الملحقية الثقافية بواشنطن كان قبل عدة أيام. و لم أقابل سعاة الملحق الثقافي سعادة الدكتور محمد العيسى إلا مرة واحدة أثناء مناسبة حفل تخريج الدفعة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي قبل عدة أشهر. و لكن ما رأيت مصادفة و بدون أي تخطيط مسبق أجاب على جميع أسئلتي و استفساراتي. فقد تصادف أن كنت منتظرا في صالة قرب مكتب سعادة الملحق. و بعدها بدأ الكثير من المبتعثين و المبتعثات و بعض من أولياء الأمور بالجلوس في الصالة. و اتضح أن سعادة الملحق يقابل يوميا العشرات. و بدأت أستمع لكل استفسار من كل مبتعث و مبتعثة لسعادة الملحق و تعمدت أن أكون آخر من يتم لقائه مع الملحق الثقافي. و ما أسعدني هو سعة صدر الدكتور محمد العيسى و الذي كان يتحدث مع الكل و كأنهم أبناؤه. و قام بحل جميع المسائل المتعلقة بأمور الطلبة و الطالبات. بل أنني أحسست أنه قام بتمديد و تحوير بعض القوانين و التعليمات لتكون في صالح الطالب, سواء كان الموضوع يتعلق بشراء تذكرة أو تغيير معهد أو تأخير دراسة لظرف طارىء. وقد كان يسدي بعض النصائح و التوجيهات لمن يرى أنه يحتاج إليها. و قد رأيت جميع مساعديه و أطقم العمل تعمل بنفس الوتيرة. و ما خطر على بالي في تلك اللحظات هو قدرة الملحقية الثقافية بواشنطن على التعامل مع حوالي 80 ألفا من المبتعثين و المبتعثات عشرات الآلاف من المرافقين. فهذا العدد من الدارسين هو عدد الجامعيين الكلي لكثير من الدول. و لا ننسى بأن بعد المسافة بين بعض المدن الأمريكية و العاصمة واشنطن قد يصل إلى مسافة طيران تقدر بأكثر من خمس ساعات. و في هذه الحالة كأنك تكون في الرياض و تتعامل مع طلبة متواجدين في مدن أبعد من أثينا أو نيودلهي. و هذا يتطلب جهودا كبيرة خاصة و أن الملحقية ليست مسؤولة عن البرنامج الدراسي, بل الرعاية الطبية و متابعة الأمور القانونية و تذاكر السفر و أشياء أخرى تتعلق بالطالب المبتعث و الطالبة المبتعثة و محرمها.