«برنارد شو» ضد تمثيل شخصيات الإسلام الأولى يعتبر «برنارد شو» من مقدمة المفكرين العالميين في العصر الحديث، ذاعت شهرته ومؤلفاته في جميع أنحاء العالم ونقلت إلى مختلف اللغات العالمية، وكانت أفكاره محل جدل ونقاش ورفض وإعجاب بين مثقفي العالم. ويعتمد نجاح»شو» على أسلوبه المذهل الراقص والساخر والجاد والعميق معاً، فأنت تضحك وتفكر وتحتج في آن واحد وأنت تقرأ مسرحياته، وبالذات في ولعه المعروف في مقدمات مسرحياته التي تشرح فلسفة وفكرة المسرحية، والغريب أنه يطيل ويسهب في المقدمة حتى تكون أطول من المسرحية ذاتها. وليس غرضي اليوم شرح فلسفة «شو» وآرائه في السياسة والاجتماع والدين، وأركز على تلك العلاقة التي بيّنها في أكثر من كتابٍ له عن علاقته مع سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.كان شو معجباً جداً بالنبي محمد وبتعاليم الإسلام. وانظر ما يقوله في بعض كتاباته:» أما أنا فأرى واجباً أن يُدعى محمداً منقذ الإنسانية، وأعتقد أن رجلاً مثله لو تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته، وأحل فيه السلام والسعادة، وما أشد حاجة العالم إليهما.» بل فكر «شو» بكتابة مسرحية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه خشي من ردود أفعال المسلمين خوفا من عدم تقبلهم لمسرحية عن نبيهم الذي يكرمونه ويحبونه، وهي نقطه أحسبها لصالح «شو» الذي راعى بنبلٍ الذائقة والقبول الدينييْن عند عامّة المسلمين، فهو لم يكن يحتاج إفتاءً ولا سماحاً لتمثيل شخصيات الإسلام الأولى، ولكن ردعه شعورُه بأن هذا أمر لن يتقبله الوجدان المسلم فعزف عنه. «شو» من فرط إعجابه بنبينا محمد، ذكره في ثلاث مسرحيات من أشهر أعماله المسرحية هي : «عودة إلى متوشالح»، و»جان دارك»، و «الزنجية تبحث عن الله» . وحتى في مقدمته – وهو كما أخبرتكم يهتم بعناية في المقدمات بذات النص المسرحي- لمسرحية «معضلة طبيب» امتدح الدينَ الإسلامي في معرض حديثه عن النظافة فقال بعد أن أشار لثورة المسيحيين الأولين المتقشفين والذين حرّموا النظافة والحمامات العامة كالتي كان يستعملها الرومان حيث قال:» ويمكن القول إن النبي محمداً كان من سعة الأفق واستشراف الأمور الحياتية بحيث جعل النظافةَ ضرورة واجبة – الوضوء- ليكون ركنا من أركان الدين الإسلامي». أيضا في مسرحيته العريقة «أندروكلس والأسد» ذكر «شو» أن الصليبيين دهشوا عندما وجدوا أن حضارة المسلمين أرقى من حضارتهم بمراحل آنذاك». الأغرب أن برناردشو وقف بقوة وبرر فلسفيا تأييده لتعدد الزوجات كما ورد بالإسلام.. على أن لهذا حديثاً آخر! اليوم الثاني أول من أكمل رحلةً حول الأرض.. رجلٌ أسود! صحيح، وبالبرهان.. رجلٌ أسود، مغمور، دُفن إنجازه، واسمه «هنري الأسود». وكان قد وقعت بيدي كتب جغرافية قديمة منها أول أعداد الناشيونال جيوغرافي الأمريكية ترجع لأكثر من تسعين عاما، ووقعت على حقيقة معروفة الآن في مجالات ضيقة، وكتبت عنها حلقات بعنوان «أهم رحلة بالتاريخ» بجريدة عكاظ. فالمكتشف «فرديناند ماجلان» صاحب الرحلة الأصلي لم يكمل إلا نصف الرحلة حول الأرض حيث قتله أحد رؤساء العشائر في منطقة سيبو الفلبينية في العام 1521م والمعروف باسم «لابو لابو» والذي يعتبر بطلا تاريخيا هناك. ولكن كيف يكون صاحبنا هنري الأسود هو من أول من دار حول العالم، وما دوره مع ماجلان ورحلته أصلا؟ أول وصول ماجلان للشرق الأقصى كان في العام 1511م، حيث رست سفينته في ماليزيا عابرا المحيط الهندي، وبينما كان يسير في المنطقة رأى سوقاً يباع فيه العبيد، فاشترى هنري الأسود عبداً له وعاد إلى لشبونة من ذات الطريق الذي أتى منه. وهنا العقدة في القصة، فتاريخ الاكتشافات يقول لك إن ماجلان قتل في الفلبين، ولكن الذي أكمل الرحلة هو «خوان سباستيان إلكانو» مساعد ماجلان في الرحلة، وبالتالي لما أكمل «إلكانو» الرحلة بسلام ونجاح إلى البرتغال أعتبر أول رجل دار حول العالم.. ولكن كيف ندعي أن هنري الأسود هو أول رجل دار حول الأرض؟ أقول لك.. تذكر أن ماجلان وصل لماليزيا – الشرق الأقصى- ولكن من الجهة الغربية من الأطلسي للمحيط الهندي، ويكون هنا نصف العالم.. ثم اشترى هنري الأسود، وهنري الأسود وصل مع ماجلان للبرتغال، مما يعني أنه إذن أكمل رحلة حول نصف الأرض. لما في العام 1519م قرر ماجلان أن يقوم برحلته ليدور على العالم بعكس الطريق المعروف أي من المحيط الأطلسي ثم عبر المحيط الهادي أي من ناحية الشرق يكون ماجلان قد أكمل نصف المسافة ولكنه لم يكمل دورته لأنه قتل قبل نقطة أول الدائرة بين ملقا وماليزيا بعشرات الأميال، بينما كان هنري لما وصل لملقا أول رجل دار على الأرض. يبدو أن «إلكانو» قد فطن لذلك وهو يريد أن يكون الوحيد مع ملاحيه الذين أكملوا الدوران حول الأرض، فتخلص من هنري الأسود في ملقا وقيل سيبو ثم هرب هنري لملقا، ويكون «إلكانو» قد خان رئيسه ماجلان الذي أوصاه بوصية مكتوبة أن يعتق هنري وكان قد عمَّدَه كاثوليكيا وأن يتركه يعيش مواطنا برتغاليا، لكن «إلكانو» نكث العهد. لا يعلم أحد بدقة أين سارت الظروف بعد ذك بهنري الأسود؟، لكنه يعتبر الآن بطلا قوميا في ملقا وماليزيا وبعض أنحاء شرق آسيا. اليوم الثالث: روحي فداك لكم أحب هذين الأديبين، ولكم استفدت منهما، لكم قرأت لهما.. إنهما من كبار عبقريي الأدب العربي بلا منازع وكل منها صاحب أسلوب مذهل ومبتكر هما ابن المقفع وعبدالحميد الكاتب.. لكني لست هنا في معرض النقد الأدبي، ولكن لأحكي لكم معنى الصداقة الحقيقية في أبهى وأعلى معانيها، عندما تكون الصداقة الاستعداد الحقيقي لبذل النفس لإنقاذ الصديق. طبعا لا تقلقوا لن أطلب من الأصدقاء أن يصلوا لهذه المرحلة وليس هذا مطلوبا، ولكنه حدث فعلا مع الصديقين الصفيين ابن المقفع وعبدالحميد الكاتب، «قصة تُكتب بالأبر على مآقي البصر لتكون عبرة لمن اعتبر» كما تقول شهرزاد في ألف ليلة وليلة.. ويثبت هنا ابن المقفع أصالة صداقته النادرة، ويثبت عبدالحميد الكاتب ذات الأصالة، ولو سألتكم بعد القصة من تفانى أكثرمن الآخر؟ فستصيبكم حيرة وذهول في الإجابة. صديقان من النادر أن يجتمعا في عصر واحد بأي زمان، وأحكي لكم القصة: تذكر الروايات أن عبدالحميد الكاتب بعد سقوط الدولة الأموية صار طريدا ومطلوبا من العدالة في الحكم العباسي الجديد، وضاقت به الوسيعة فلم يعرف أين يختبئ وإلى من بلجأ فلا صديق له يثق به إلا ابن المقفع، وابن المقفع كان ذلك الوقت في البحرين.. ولكن لا ملجأ ولا ملاذ إلا عند الصديق الوفي ابن المقفع فشد إليه الرحال، واختبأ عنده خوفا من عِظَم ما سيلقاه من العباسيين، ولم يتردد ابن المقفع لحظة بل بادر إلى حمايته، وتقاسم معه العيش في بيته، حتى جاء يوم.. بلّغ بعض الوشاة عن وجود شخص يُظن أنه عبدالحميد الكاتب في بيت ابن المقفع، ففاجأهما جند العباسيين، وفتح الباب ابن المقفع وسألوه: هل أنت عبدالحميد الكاتب؟ ( طبعا في ذلك الوقت كما تعلمون لا صور ولا يوتيوب) ولم يعلم ابن المقفع أن عبدالحميد الكاتب كان وراء الباب ينصت لكل كلمة. الذي حدث بعد ذلك هو ما حفر في ذاكرتي معنى الصداقة الأندر والأبهى. تقدم ابن المقفع محاولا أن يقفل باب بيته وراءه، وقال للجند: «خذوني، أنا عبدالحميد الكاتب».. فما أن جرّه الجندُ بقسوةٍ وصلافةٍ حتى مرَق عبدالحميد الكاتب من خلف الباب وصرخ بوجوههم: «اتركوه فأنا من تطلبون، أنا عبدالحميد الكاتب.» وهنا ضربت الحيرةُ الجندَ فسألوهما عن ميزات مكتوبة، وأثبت عبدالحميد أنها تنطبق عليه وليس على صاحبه. سحب الجندُ عبدالحميد الكاتب ألمعي عصره والمطور للنثر العربي المرسل، كالشاة للذبح.. وذُبح. ومرض ابن المقفع من هول الحزن على صديقه. وعندما تقرأ في كتاب «الأدب الكبير» وفي ختام الكتاب بالتحديد، ستجد أن ابن المقفع يصف الصديق وصفا لا أعتقد أن أديبا بزّ فيه ابن المقفع بحلاوة السبك وطلاوة اللفظ وجمال المعنى وعمق العاطفة، تقرأها وتجد أن صاحبه عبدالحميد هو الذي ينبع مُشعّاً بين السطور رغم أنه لم يذكر اسمه، إليكم شيئاً منها: « إني مخبرك عن صاحب كان أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظَّمَهُ عندي صغر الدنيا في عينيه. كان خارجاً من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يُكثر إذا وجَد، وكان خارجاً من سلطان الجهالة فلا يقدم إلا على ثقة أو منفعة، وكان أكثر دهره صامتاً، فإذا قال بزَّ القائلين. كان يُرى متضعِّفاً مستضعفاً فإذا جاء الجدُّ فهو الليثُ عادياً، وكان لا يلوم أحداً حتى يعلم ما اعتذاره. كان لا يتبرم ولا يسخط ولا يتشهى ولا يشتكي ولا يخص نفسه دون إخوانه بشيء من اهتمامه وحيلته وقوته. « لو كان هناك دستورٌ للصديق.. لما كان إلا هذا. اليوم الرابع هل يستحق البحث العلمي كل ذلك؟ نحن الآن في الخامس عشر من أبريل من العام 1874 من ميلاد المسيح. تجربة قام بها ثلاثة رجال لم يسبقهم فيها أحد على الإطلاق، فيها من الفضول العلمي للاستكشاف، وفيها من المجازفة، بل أكثر.. التهور. رغم تحذير كل العلماء إلا أن الثلاثة مضوا في تجربتهم لا يأبهون للنصح. من كان يتصور أن الإنسان في ذاك الزمان من الممكن أن يصل محلقاً إلى ارتفاع 26 ألف قدم؟ في زمن ليس به طائرات، ولم يقس بعدُ الإنسانُ ضغطَ الهواء في تلك الأعالي، فنحن في الطائرات بذاك العلو هناك أجهزة في غاية التعقيد تضبط لنا أمرين حيويين في أبداننا: الضغطُ والحرارة. وبالتالي بدا أن مغامرة الثلاثة هي ضرب من الجنون، أو جنوح للانتحار. ولكن كان مقدّراً للعلم أن يتقدم.. كما هو مقدّرٌ أن يدفع الثمن عالياً مقابل ذلك. أعترف أني أعرف القصة من ايام كانت الذاكرة لا تفل، إنما الآن غاب عني اسم الرجلين الاثنين والكيماوي الذي رافقهما بتوجيه من الطبيب راعي الحملة في تلك التجربة المخاطرة، ويحضرني اسم الطبيب الراعي الفرنسي «بول بيرت» الذي عرف فيما بعد سمي باسم «أبو الطب الفضائي». وكما قلت لكم كانت الضريبة غالية.. بل فادحة. إنما النتيجة هي ما نتمتع به الآن ونحن نتساوى مرتاحين على ارتفاعات تصل لثلاثين ألف قدم في الأجواء. الرجلان مغامران من الأصل، ومغامراتهما هي الترحل جواً بالبالون، وكان هو الوسيلة الوحيدة للتخلص قليلا من ربقة الجاذبية والارتفاع في الجو. هذه المرة قررا قراراً لا يمكن لمتزن العقل ومحب للحياة أن يجرؤ على اتخاذه.. نعم، قررا الارتفاع إلى شيء كالمستحيل، بل هو المستحيل ذاته، أن يصلا لارتفاع 26 ألف قدم بالبالون البدائي. وهنا كان لزاما أن يصاحبهما كيماوي لضبط الأكسجين، وكان الاكسجين المضغوط في اسطوانات لتوّه تم اختراعه وطبعاً بخامته الأولى، أو بحروفه الزُرْق كما يقول العلماء.. وأيضا لم يكن هناك قياس يعرف به كمية الاكسجين التي يحتاجها الثلاثة في الأعالي الشاهقة.. وأكيد أنهم نسوا مسألة أهم وهي عنصر الضغط الجوي. الدكتور «بول بيرت» كان متحرقاً أن يعرف أثر الارتفاعات الساحقة على أداء أعضاء الجسد الإنساني. ما الذي صار بعد ذلك؟ المهم أن البالون صعد، وأخد يصعد ويصعد حتى وصل ارتفاع 14 ألف قدم، في ذلك الارتفاع بدأوا بعناية وارتباك باستخدام الأكسجين والبالون لا يتوقف عن الصعود حتى ارتفع إلى 24 ألف قدم، وبدأ البالون يستقر بل يميل إلى الهبوط ولكن الرجال أصابهم شيء.. لم تتوافق أفكارهم مع تصرفاتهم وهي حالة التخبط العصبي الذهني والرد الانعكاسي من جراء قلة الإكسجين الذي يصل للدماغ، وأشرف الثلاثة على موت محقق. في ظل هذا الاضطراب الذهني والزوغان وصل لدماغ الكيميائي رسالة أنه لم يبلغ الارتفاع المأمول وهو 26 ألف قدم، فقام مذهولا عن الواقع وقطع بالسكين ثقلا من أثقال البالون، فإذا البالون يرتفع شاهقا حتى وصل إلى ارتفاع مذهل 26300 قدم، كما دل المقياس الذي مع الكيماوي. تلفت الكيماوي لصاحبية ووجدهما قد فقدا الوعي، وإذا بالبالون بدأ يهبط بسرعة مخيفة ووصف صاحبيه بأنهما كانا جاحظَي العينين، فاغري الفمَّيْن والدمُ يسيل جامداً ثقيلاً منهما.. حركهما ولم يستجيبا، وكان هو الدم ينزف منه، ولكن بدا يسترد وعيه مع انخفاض البالون ووصول الأكسجين بإمدادِ كاف مع الدم للدماغ.. أنزل مهلبَ البالون الذي يمسك بالأرض، إلا أن الارتطام كان مريعاً وبدأ البالون ينسحب على الأرض بسرعة خيالية ثم التف حول أكمة من الأشجار ليقف. تفحص الكيميائي رفيقيه، ولكنهما كانا قد فارقا الحياة. ثارت الصحافة في فرنسا وأوروبا ولامت الدكتور «بيرت» على القيام بهذه التجربة التي راح ضحيتها رجلين، وحتى الكيميائي أصيب بعدة أمراض عقلية ونفسية وعاش عيشة مزرية. ورفعت على الطبيب القضايا. ثم.. اختفى كل شيء. القضايا اختفت، والحملات الصحفية اختفت.. والدكتور «بيرت» اختفى! بعد مضي عام ظهر الدكتور «بيرت» في أكاديمية العلوم بطلا ومنح جائزة ريادةٍ علميةٍ مع 20 ألف فرنك ذهبي.. ليتابع أبحاثه اليوم الخامس من الشعر الأجنبي- أترجمه بتصرف: «كل ذلك بقبلةٍ من ابنتي All the breath and the bloom of the year in the bag of one bee; All the wonder and wealth of the mine in the heart of one gem; In the core of one pearl all the shades and the shine of the sea; Breath and bloom, shade and shine ,- Wonder, wealth and- how far above them- Truth that's brighter then gem, truth that's purer than pearl,- Brightest truth, purest trust in the universe- all for me… In the kiss of my girl! - Robert Browning الترجمة: كلُّ أنفاسِ العام وألَقِهِ إنما في قلبِ نحلة كل ما يحويه منجم من عجائب وثروات إنما في قلب جوهرة وفي قلب صدَفةٍ بحريةٍ كلُّ ألوانِ وضياءِ البحار الأنفاسُ والألَقُ والثراءُ وما يتعدّاهم من إبهارٍ المُتَع- فهناك حقيقة أكثر بريقاً من جوهرة.. وأشد صفاءً من لؤلؤة حقيقةٌ ألمع إضاءةً، حقيقة تتحد بثقةٍ ووئامٍ مع الكون هذه الحقيقية، وكل شيء.. إنما في قبلةٌ من ابنتي! اليوم السادس لا، قصتي هذه ليست من الخيال العلمي! تعرفون جوزف ستالين الرئيس السوفيتي والذي أسمّيه سفاح الإنسانية الأول، لأنه قتل وعذب ونفى أكثر من 40 مليون روسي، أي من شعبه.. وكنا نظن أن هذا لن يتكرر في التاريخ. على أي حال القصة هي أن الرجل المهووس بالقوة كان حلمه أن يصنع أقوى جيش يدب على الأرض.. فجاءت برأسه فكرة غبية وجهنمية، وهي أن يوجد مخلوقاً متحولاً، يملك قوة جبارة، وعقلاً ضامراً.. أي قوة مدمرة بلا عقل. أسند ستالين المهمة لعالم مجنون اسمه «إيليا أيفانوف».. تواردت الأنباء ولم يصدقها الناس ثم نسوها. في العام 2005 وفي ضاحية سخومي بجورجيا كان عمال إنشاءات يحفرون قاعدة لمنتزه أطفال عندما هالهم أن يجدوا عظاما غريبة ومعامل سرية. بعد الفحص والتحقيق ماذا كانت النتيجة.. مريعة! كان «إيفانوف» قد أحضر مجموعة من الغوريلات، وخطف نساء أفريقيات، ثم حاول نقل سوائل الذكر من الغوريلا للنساء الأفريقيات ولم ينجح، ثم فعل العكس؛ لقح إناثِ الغوريلا بماء الإنسان الذكر.. لم ينجح. ويبدو أن تلك العظام الغريبة التي وجدت في الحفريات كانت بقايا القرود الكبيرة التي خطفها العالم الممسوس. العجب أنه في العام 1930م ألقي القبض على العالم المجنون إيفانوف من قبل ستالين نفسه بتهمة القيام بعمليات بيولوجية مشبوهة(!) وأرسله لمعسكر في سيبيريا.. حتى مات هناك. اليوم السابع لا أجد أبلغ مما قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مسألة الفساد:» لا تتركن وراءك شيئا من الثراء الحرام، فأنت تتركه لأحد اثنين: إما رجل يعمل بطاعة الله فسَعِدَ بما شقيتَ به، وإما رجلٌ عمل فيه بمعصية الله فكنت له عونا على معصيته.» ألقاكم في الجمعة القادمة على خير إن شاء الله