نادرا ما كان التفاؤل يشكل مصدرا للقوة بالنسبة للبريطانيين، لكن التقدم ببطء في جدول الميداليات بدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في العاصمة البريطانية (لندن 2012) كاد يوجد أجواء من القلق وربما التشاؤم. فبعد إخفاق البريطانيين في إحراز أي ميدالية خلال اليوم الأول من منافسات الأولمبياد جاءت الفضية التي أحرزتها ليزي أرميتستيد في سباق الدراجات على الطرق للسيدات والبرونزية التي أحرزتها السباحة ريبيكا أدلينجتون في سباق 400 متر حرة لترفع المعنويات وتنعش الآمال من جديد. لكن أصواتا أخرى ترى أن الأمور لا تسير بالشكل المنشود نظرا لأن بريطانيا كانت تتطلع إلى نتائج أفضل من التي حققتها في أولمبياد بكين 2008 قبل أربعة أعوام. ورغم ذلك، فإنه بالنظر إلى سجلات التاريخ، لا يوجد أي سبب للذعر أو التشاؤم، على الأقل حتى الآن. ووفقا لسجلات شركة "انفوسترادا" المتخصصة في الاحصائيات الرياضية، لم تحرز بريطانيا سوى ميدالية واحدة في أول يومين، حيث توجت نيكول كوك حينذاك بذهبية سباق الدراجات على الطرق للسيدات. وحصدت بريطانيا 47 ميدالية في أولمبياد بكين منها 19 ذهبية، وهو أفضل إنجاز لها في الدورات الأولمبية منذ الحرب العالمية الثانية، ولم يكن الإخفاق في إحراز ميدالية ذهبية في اليوم الأول بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل، حيث كان فوز جاسون كويلي بذهبية سباق الدراجات في أولمبياد سيدني 2000 هو الانتصار الأول لبريطانيا في أول أيام الأولمبياد خلال 14 دورة أولمبية صيفية. ميدالية حصدتها بريطانيا في أولمبياد بكين منها 19 ذهبية47 ولوضع الأمور في نصابها، أخفقت البعثة الألمانية في إحراز أي ميدالية خلال أول يومين من الدورة الحالية، رغم أنها عادة تشكل واحدة من البعثات الأكثر نجاحا في الدورات الأولمبية.فبالنسبة للبعثتين البريطانية والألمانية، بات من المعتاد أن تبدأ نجاحاتهما بعد أيام من انطلاق الدورات الأولمبية لذلك لا يفترض أن تسيطر مشاعر الإحباط على أي منهما. واعترف لورد موينيهان رئيس اللجنة الأولمبية البريطانية قبل انطلاق الدورة الحالية بأن تجاوز بلاده رصيد الميداليات الذي حققته قبل أربعة أعوام في بكين "سيكون أمرا بالغ الصعوبة". وباستبعاد الدورتين الأولمبيتين اللتين تمت مقاطعتهما في 1980 و 1984، نجحت كل الدول المضيفة للدورات الأولمبية، باستثناء الولاياتالمتحدة في 1996، في رفع رصيدها الإجمالي من الميداليات عن الرصيد الذي حققته في الأولمبياد السابق.