لم يكن حرفاً ساكناً في عراء الخوف ولكن قصيدة لا تحدها جغرافيا الصمت والهزيمة ومساحات من الأمل المشرع تجاه الحياة.. هو نبتة أصيلة نمت في بيداء القهر فقاومت الفناء والضياع والخنوع والخشوع . سكن الحرف وبنى بين أرجائه صرحاً يتسع لوجوه مثقله بالألم وبشر ينتمون إلى دماء حروفه وينتثرون في شوارع قلبه بسطاء استباحوا حروف كلماته وألجموا خوفه.. تشكلوا قصائد ورؤى .. صار للصحو في حروفه عينان تبصران.. صاغ العمر قصيدة ..لم يكن وحده يراها.. الهارب من الحلم الى سجن الحروف.. أبدع وأينعت كلماته أشجاراً وأقماراً.. مدناً وشوارع وسماء وضياء ونهراً يمتد في أوردة الأرض..امتطى عرش القلب ليشهد لا ليحكم.. ليقرأ لا ليوحي.. ليعشق لا ليقدّ قميصه.. شهوة أو رغبة في جسد السلطه أو ثراء القتلة ....... أيها الراحل في عناد ونزق .. لا أزعم أني وحدي أراك الآن.. أو أني وحدي الموحي إليك المنتظر.. الذي حلمت به الهارب من الحلم إلى سجن الحروف..أبدع وأينعت كلماته أشجاراً وأقماراً.. مدناً وشوارع وسماءً وضياءً ونهراً يمتد في أوردة الأرض..امتطى عرش القلب ليشهد لا ليحكم..ليقرأ لا ليوحي..ليعشق لا ليقدّ قميصه..شهوةً أو رغبةً في جسد السلطة أو ثراء القتلة. لا الذي حلم بك.. سأجيء إليك.. سأزورك دوماً وأسكن قصائدك .. قلبك ..عمرك.. الذي أنهكه الألم والمرض.. أنت نحن.. ونحن أنت..أينما كنت .. كتبت تواريخ العشق وتيمنت سيف المقاومة.. ترنحت أقدامك في شوارع الفقراء والبسطاء.. انحزت لهم ولكن السد الذي حال بينهم وبينك كان منيعاً.. صنعه القهر والجهل .. كان الرحيل مترعاً بالحزن .. فرحلت في أسى.. بدأنا الحرف سوياً.. وتصعلكنا في أروقة الشعر والآن.. لا أعرف.. بأي حرف أبدأ أو أنهي هذا البوح .. وقد أسرتني حروفك.. أوقعتني في شرك جميل.. اطل منه على قصائدك ..على حياتك.. أنا الذي لم أرك منذ زمن الضياع.. وشوارع الغربة تكبل لا أقدامي ولكن كل الجسد.. محض فكرة مريضة تراودني.. أن أقاتل طواحين القهر..لأراك .. مدينة صغيرة تلوح في عراء حياتي.. تضم الشعراء فنلتقي .. أرنو إليها وأتيمم من قلبها .. وأوصيها بك .. أن تبقيك سالماً .. ولا تجعل رحيلك رحيل حلمي.. للأصدقاء رمضان ويوسف وطلب وصقر وريان والقصاص ونسيم وعليوه والجميع أقول: هل نلتقي على إبداع حلمي ..ليدرك أنه لم يمت؟