لم تنجح المفاوضات في الأممالمتحدة الجمعة في التوافق على معاهدة كانت ستكون الأولى حول تجارة الاسلحة التقليدية، لكنها ستستأنف لاحقا وفق ما أعلن رئيس المؤتمر. وصرح الارجنتيني روبرتو غارسيا موريتان: إن «النص الذي طرحته كان مشروع معاهدة، وهو لم يرقَ لبعض الدول لكن الغالبية الكبرى وافقت عليه». واضاف: «سنواصل العمل استنادا الى هذه القاعدة». وتتفاوض الدول ال193 الأعضاء في الأممالمتحدة منذ مطلع يوليو في نيويورك على معاهدة تُحدِّد للمرة الاولى كيفية الاتجار بالاسلحة التقليدية وهي سوق قيمتها 70 مليار دولار سنويا. ورداً على سؤال عمّا سيحصل لاحقا، اوضح موريتان، ان أحد الاحتمالات هو «الطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تتخذ قرارا» في شأن إجراء مفاوضات جديدة وموعدها. وتعقد الدورة المقبلة للجمعية العامة مع نهاية سبتمبر في نيويورك. مفاوضات جديدة وأوضح دبلوماسي ان التقرير الذي سيرفعه موريتان الى الجمعية العامة يقترح استئناف المفاوضات في بداية 2013 لمدة اسبوعين. وأبدى موريتان ثقته بأنه «سيكون لنا معاهدة سريعا» من دون ان يحدِّد مهلة لذلك. ووصف كبير المفاوضين الفرنسيين السفير جان هوغ سيمون ميشال هذا الفشل بأنه «أسوأ سيناريو ممكن» لأنه يفتقر الى أفق واضح. وقال لفرانس برس «الخطر ان نبدأ مجددا من الصفر» حين يستأنف التفاوض، لافتا الى ان «الحصيلة تثير الإحباط والكرة باتت في ملعب الجمعية العامة». بدوره، قال سكوت ستيدجان مسؤول منظمة اوكسفام اميركا «اليوم لم تنتهز الولاياتالمتحدة فرصة ذهبية: معاهدة دولية كانت ستعزز سمعتها كقائدة في مجال حقوق الانسان»، منتقدا «انعدام الشجاعة لدى البيت الابيض». خيبة أمل ووقعت تسعون دولة بينها دول الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية وجزر الكاريبي وافريقيا بياناً أبدت فيه «خيبة املها» حيال هذا الاخفاق و»تصميمها على التوصل قريبا الى معاهدة حول تجارة الأسلحة». واضاف البيان: إن مشروع المعاهدة الذي تقدم به موريتان الخميس «يوفر قاعدة لمواصلة عملنا» ويتمتع «بتأييد واسع جدا في المجتمع الدولي». وكان دبلوماسيون حمّلوا في وقت سابق الولاياتالمتحدة مسؤولية فشل المفاوضات. واعتبروا ان واشنطن رفضت اتخاذ موقف من مشروع المعاهدة قبل انتهاء المهلة طالبة مزيدا من الوقت ومبدية خشيتها من مواجهة تعثر في الكونغرس. وسارعت روسيا ودول اخرى الى تبني موقف مماثل ما حال دون انتزاع تفاهم في الوقت المناسب. وعلق دبلوماسي، ان «الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية فشلنا. لقد حرفت العملية عن مسارها وينبغي انتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية» في نوفمبر لتجاوز المأزق. بدوره، قال سكوت ستيدجان مسؤول منظمة اوكسفام اميركا «اليوم لم تنتهز الولاياتالمتحدة فرصة ذهبية: معاهدة دولية كانت ستعزز سمعتها كقائدة في مجال حقوق الانسان»، منتقدا «انعدام الشجاعة لدى البيت الابيض». اوباما وانتقد داريل كيمبال مدير الجمعية الاميركية لمراقبة الاسلحة «انعدام الإرادة السياسية لدى الرئيس باراك اوباما الذي لم ينتهز هذه الفرصة التاريخية». واضاف: «نحن الآن امام نتيجة غير مؤكدة تلقي بشكوك حول دعم المعاهدة من جانب كبار مصدّري الاسلحة ومستورديها، وبينهم الولاياتالمتحدةوروسيا».من جهته , أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة عن «خيبة أمله» من فشل المفاوضات حول التوصل الى معاهدة تنظم تجارة الأسلحة التقليدية. ووصف بان ما حصل بأنه «تراجع» بعد اعوام من الاعمال التحضيرية واسابيع من المفاوضات، لكنه تدارك «هذا لا يعني التخلي» عن هذه المعاهدة لأن الدول الأعضاء «وافقت على مواصلة العمل على هذا الهدف النبيل». واضاف: «ثمّة من الآن فصاعدا تقارب ملحوظ وتستطيع الدول الاستناد الى العمل الكثيف الذي أنجز خلال هذه المفاوضات». وآمل بالتوصّل الى معاهدة «صلبة»، معتبرا ان من شأنها «تعزيز قدرة الأممالمتحدة على مكافحة انتشار الاسلحة». من جهة أخرى، أشاد بان ب»براعة وحزم» رئيس المؤتمر الارجنتيني روبرتو غارسيا موريتان.