فيما اجتمع المجلس العسكري المصري بعد ظهر أمس بسرية تامة وبشكل طارئ، لبحث الأوضاع الحالية بالبلاد، كما قيل، رجّحت مصادر خاصة أن يكون الاجتماع تعبيرًا عن حالة غضب تسود المجلس من بعض قرارات الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الأخيرة، والتي يعتبرها بعض الأعضاء بأنها «التفاف» على تفاهمات سابقة بشأن تسيير أمور البلاد. وبينما أعلن عن تعيين مسيحي هو الدكتور سمير مرقص، ليكون أول مساعد لرئيس الجمهورية، بجانب المرشّح السابق الدكتور محمد سليم العوا الذي يدرس عرض أن يكون مساعدًا للرئيس لشؤون العدالة الاجتماعية، أشارت أنباء في القاهرة الليلة قبل الماضية، إلى أن الغضب تفاقم بسبب تسريبات عن تعيين اللواء المتقاعد عباس مخيمر، رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس الشعب المنحل، وزيرًا للدفاع في حكومة الدكتور هشام قنديل الجديدة، ما اعتبره عسكريون إهانة لهم، وخروجًا على العُرف، حيث إن مخيمر أحيل للتقاعد قبل 10 سنوات، ولم يكن من الضباط البارزين بالقوات المسلحة، كما أنه محسوب على جماعة الإخوان المسلمين، التي خاض الانتخابات الأخيرة في مجلس الشعب المنحل على قوائمها. ورغم ما سبق أن نشرته (اليوم) قبل أسابيع، عن رفض المشير محمد حسين طنطاوي البقاء كوزير للدفاع في أي حكومة مقبلة، لاعتبارات شخصية وعسكرية وسياسية، أكدت مصادر بشكل لم يتم التحقق منه، بقاء المشير طنطاوي رئيسًا للمجلس العسكري، فيما سيكون نائبه الفريق سامي عنان، وزيرًا للدفاع في حكومة قنديل الجديدة. آخر اجتماع من جهة أخرى، عقد مجلس الوزراء المصري، برئاسة الدكتور كمال الجنزورى آخر اجتماع له الخميس، بحضور رئيس الوزراء المكلف، الدكتور هشام قنديل، بصفته وزيرًا للموارد المائية والري، وجلس على يمين الجنزوري، حيث قدّم التهنئة للدكتور قنديل بمنصبه الجديد، وتمنى له خالص التوفيق فى مهمته الوطنية الثقيلة. وكان الدكتور الجنزورى قد استقبل قنديل استقبالًا حميميًا لدى وصوله إلى مقر الحكومة المؤقتة بهيئة الاستثمار لحضور الاجتماع وصافحه بحرارة، معربًا عن ثقته في أنه يستطيع تحمّل رئاسة الحكومة للفترة المقبلة، والحساسة في عمر البلاد.. قبل أن يلتقط الصور التذكارية مع الجميع. الحكومة اليوم من جهته، توقّع رئيس الوزراء المكلف التوصّل بشكل نهائي للتشكيل المقترح اليوم الجمعة، وعرضه على الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن هناك بعض الوزراء الحاليين سيتم تكليفهم في الحكومة الجديدة بعد التأكد من رغبتهم في الاستمرار وقدرتهم على العطاء في الحكومة الجديدة لتنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس. وبينما نفى في مؤتمر صحفي أمس قبل حضوره اجتماع حكومة الجنزوري انتماءه لجماعة الإخوان المسلمين، أوضح أن أهم سمات الحكومة الجديدة أنها فريق متجانس يستطيع العمل معًا، وقادرون على تحقيق أهداف الثورة، لأن الكفاءة هي المعيار الأول لاختيار الوزراء، وذلك بالاتفاق مع رئيس الجمهورية باعتباره على رأس السلطة التنفيذية. ونفى قنديل أي احتمالات لدمج وزارتي الري والزراعة، لأن كلًا منهما لديها مسؤوليات كبيرة والمواطن المصري يتوقع منهما إنجازات يشعر بها، وبالتالي لا يوجد سبب قوي لهذا الدمج، وأنه من خلال توليه وزارة الري وتعامله مع وزارة الزراعة يعلم جيدًا حجم الحمل الثقيل للوزارتين. وتأكد لأول مرة، خروج الدكتورة فائزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي من الحكومة الجديدة، حيث صرّحت عقب اجتماع مجلس الوزراء الأخير، عدم قبولها بأي منصب في حكومة قنديل.