تظاهر عشرات آلاف اليمنيين الجمعة في عدة مدن وخصوصا صنعاء وتعز وعدن، احتجاجا على الرئيس علي عبدالله صالح تحت شعار "لا حوار الا باسقاط النظام". وفي العاصمة ادى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في "ساحة الحرية" امام جامعة صنعاء حيث ينفذ مئات المعارضين اعتصاما مفتوحا، وسط حضور نسائي كبير .ورفع المشاركون في ما اطلقوا عليه "جمعة الانطلاق" شعارات مناوئة للسلطة ابرزها "لا حوار الا باسقاط النظام"، ورددوا هتافات ضد صالح بينها "ارحل، ارحل"، و"يشهد الله على علي عبدالله". حشود ضخمة في صنعاء يطالبون برحيل صالح - رويترز تحذير من الحوار وحذر الشيخ عبدالله صعتر وهو يخطب بالحاضرين من اجراء حوار مع النظام، قائلا ان "لا حل للاوضاع الا بعد رحيل النظام". واعلنت عائلتا شخصين قتلا في صنعاء على ايدي مناصرين للنظام انهما لن تدفنا ابنيهما "حتى يسقط النظام". وفي المقابل، ادى الآلاف من مناصري حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الصلاة ايضا في ساحة وسط صنعاء، وادوا صلاة اخرى "على ارواح شهداء اليمن". تعز وعدن وفي تعز احتشد الآلاف في مدن المحافظة وغالبيتهم في "ساحة الحرية" وادوا صلاة الجمعة في العراء، وشيعوا رجلا قالوا انه قتل الاسبوع الماضي اثر انفجار قنبلة القيت على تظاهرة. اما في عدن، فنزل الآلاف الى "ساحة الشهداء" في حي المنصورة لتشييع جثمان شخص قتل في المواجهات مع الشرطة، وتظاهروا مطالبين باسقاط النظام. وهتفوا "عهدا عهدا للشهداء"، و"الموت والعار للجبناء". وانتشرت القوى الامنية على مسافة قصيرة من التظاهرات في صنعاء وتعز وعدن ومدن اخرى، واخضعت الداخلين الى التفتيش، من دون ان تسجل اي حوادث. الرئيس يقاوم ويقاوم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المطالب الشعبية بتنحيه الان لكن عليه أن يفي بالوعود التي قطعها على نفسه باجراء اصلاحات اذا كان يريد اجتثاث موجة الاحتجاجات . وتعهد صالح بالا يرشح نفسه لولاية جديدة في عام 2013 والا يورث الحكم لابنه. كما وعد باصلاح قوانين الانتخابات البرلمانية. غير أن أحزابا معارضة تقول انها لا تستطيع أن تقبل دعوته للحوار في الوقت الذي تستخدم فيه حكومة صنعاء القوة لسحق المتظاهرين الذين تحركهم الانتفاضتان الشعبيتان على زعيمين شموليين ظلا في الحكم لفترات طويلة في مصر وتونس. وقال المحلل السياسي اليمني عبدالغني الارياني ان العنف الذي استخدم لاخماد الاضطرابات منذ الخميس لا يؤدي الا لخروج المزيد من الناس الى الشوارع. وأضاف: تجاوزنا النقطة الفاصلة. وقال النائب المعارض عبدالمعز دبوان: اليمنيون يريدون اصلاحا حقيقيا في حين أن تصريحات الرئيس لم تحو شيئا له أهمية. لم يستوعب بعد درسي مصر وتونس. وأضاف قائلا لرويترز: بات هذا غير مقبول بتاتا. الجيش يعمل به أقاربه. الموارد السيادية خاصة النفط والغاز في أيديه أو أيدي من يحميهم. وقال دبوان "قال انه لن يخوض الانتخابات مجددا وهو يلعب على وتر المخاوف من الفوضى والانقسامات لكن هذا لا يكفي". وقال الارياني: شيوخ القبائل من جميع أنحاء البلاد يتعهدون بدعم الثورة وبالتالي فان الواضح أنه يخسر أرضية. ويرى الارياني انه اذا وعد صالح باصلاحات جادة فان اليمنيين سيظلون في الشوارع الى أن ينفذ وعوده لكن هذا لم يعد يمثل أزمة ولن يكون سببا للعنف.