لشعراء الاحساء في رمضان همسات روحية وإن طال تبتلهم في محراب الشعر، إلا أن الكلمات تسافر بهم في رحاب الله نحو شهر البركات، معبرين عن مشاعرهم وعما يودون أن يحصدوه من حسنات ومن أعمال وعبادات يتقربون بها الى الله ويكشفون خلالها عن مشاعرهم تجاه هذا الشهر الكريم. الشاعر عبد الله الخضير عضو لجنة الشعر بنادي الأحساء الأدبي ومدير مقهى الأحساء الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء يقول في قصيدة بعنوان (بوركتَ يارمضانُ ) : أهلاً بشهرِ الخيرِ والإيمانِ أهلاً بشهرِ الصومِ والقرآنِ لما رأتْ عينيْ الهلالَ ونورَه ذرفتْ دموعَ العشقِ للرحمانِ رحمانُ إنّي قد أتيتُك طائعاً ولبستُ ثوبَ الطهرِ والغفرانِ رحمانُ إنّي قد أتيتُك مذنباً اغفرْ لعبدٍ صائمٍ جوعانِ رحمانُ إنّي قد أتيتُك عاشقا ً فاقبلْ محبّاً صادقَ الوجدانِ رحمانُ إنّي والذنوبُ تحيطُ بي قد أرْهقتني صفعةُ العصيانِ إنّي عشقتُك يارحمانُ في خلدي حتّى أفوزَ بجنّةِ الرضوانِ رمضانُ حيّتك القلوبُ ولم تزل ْ نوراً يشعُّ على مدى الأزمانِ رمضانُ ياعطرَ الشهورِ محبةً أكْرم بشهرِ الوردِ والريحانِ جلّ السحورُ وذاكُ هديُ محمد ٍ في قولهِ البركاتُ للإ نسانِ الصومُ صونٌ للسانِ من الأذى وطهارةٌ من نفثةِ الشيطانِ افرحْ بصومك ياتقي ّ تذللًا وادعُ الإله عند كلّ أذانِ ( صوموا تصحوا) جُنّةٌ ووقايةٌ وسلامةٌ للقلبِ والأبدانِ كم زانتْ الأيامُ يومَ لقائنا بعظيمِ شهرٍ جادَ بالغفرانِ والوصلُ للأرحامِ خيرُ عبادةٍ عبقتْ بنفحِ الطيبِ والريحانِ صُمنا النّهار تعبّداً وتنسّكاً وتواصلاً للبرّ والإحسان ِ والليلُ يزهو بالتراويحِ التي تُتلى ب (عمّ ) وسورةِ الفرقانِ وتجمّلتْ أرواحُنا وتزينتْ بصلاةِ وترٍ في أعزّ مكانِ بوركتَ ياشهرَ الصّيام بليلةٍ هي خيرُ ليلٍ من شهورِ زمانِ رمضانُ لا ترحلْ فليلُك عامر بالذكرِ والتهليلِ والقرآنِ رمضانُ لا ترحلْ وظلّك باسمٌ والشوقُ يحدُونا لريحِ جِنانِ ويقول الشاعر عباس العاشور في استقبال ملك الشهور حين تزفه الأيام إلينا فتلبس أرواحنا في مهرجان استقباله أردية بيضاء : رمضانُ أقبلَ مترفَ الأشواق ... وأنا على عهدِ المحبةِ باقي هذي الشهورُ تزفّهُ للأرضِ تتبعهُ الشموسُ بهيّة ُالإشراق و أنا على أملِ انتظاركَ جدولٌ ... شاختْ عليه زنابقٌ وسواقي في كل عامٍ من عبورك موجةٌ ... تأتي إليّ بمائِها الرقراق ظمئتْ على شوق انتظارك أنفسٌ ولهى إليك وليس غيرُك ساقي حشدٌ من الذكرى تمرُّ بخاطري... هيهاتَ أحصيها على الأوراق حيثُ الطفولة لا يتمُ جمالهُا... إلاّ وأنتَ الكحلُ في الأحداق رمضانُ يا ملكَ الشهورِ إذا أتى... بالخيرِ ملءَ الأرض و الآفاق خذني إلى حيثُ الطهارةِ سامياً... أدباً ومرتفعاً مع الأخلاق فيكَ الصلاةُ منابعُ الإيمانِ وال... قرآنُ نورُ الصبحِ في أعماقي كلُّ الشهورِ معابرٌ مهجورةٌ... والنورُ نوركَ آخرَ الأنفاق و أنا على شطِ انتظارِكَ نخلةٌ... حُبلى من الأحلام والأشواق جفّتْ منابعُها و لم يبقَ بها... زهوُ الربيعِ وخُضرةُ الأوراق أقبلْ تطيبُ من اللقاء غصونُها... وتعودُ مثقلةً من الأعذاق وتعودُ أسرابُ الطيور ثريةً... بالأغنياتِ وبالنشيدِ الراقي رمضانُ و ازدادَ اليقينُ بأننا... عرقٌ به نسمو على الأعراق ويقول الشاعر جاسم عساكر في نفحةٌ من طيب الجنة في ظلال شهر رمضان المبارك : هلالُكَ شدَّ باصرةَ الأنامِ وضيئاً لاح يا (شهر الصيامِ) كأنك إرثُ من غابوا جميعاً تجودُ الآن بالنِعَمِ الجِسامِ فيا لكَ من حبيبٍ جاءَ يسقي عبادَ اللهِ منْ فيضِ السلامِ فتحسِدهُ الشهورُ كأنَّ نقصاً بِها يبدو وتطمعُ في التَمَامِ ترفَّق بي ففي شفتيَّ جمرٌ يُعيق بها اللسانَ عن الكلامِ أرى كفيكَ تُجزلُ في العطايا انسكاباً مثلَ أفواهِ الغمامِ وتمطرُ بالعطاءِ الجزلِ حتى على قومٍ بمضجعهم نيامِ أيا شهرَ الصيامِ أتاكَ قلبي على ركبِ الخطيئةِ والأثامِ ويضربُ في براري الوقتِ تيهاً ويخبطُ في الحلالِ وفي الحرامِ فسدِّد نحوَهُ سهماً مصيباً فقد يُهدى بتصويبِ السِّهام أعِنْ نفسي على نفسي فإنِّي بلا نَسَقٍ أسيرُ ولا نظامِ فما أحلى بأنْ أقضي نهاري فؤاداً صائماً جوعانَ ظامي شرابي ما ظمئتُ كؤوسُ وِردٍ وحينَ أجوعُ قرآني طعامي وإن غطَّى الظلامُ على جفوني أضاءَ الذكرُ في شَفَتي ظلامي وإنْ نفسي تعشَّقَتِ المعاصي أخاصمُها وأوغلُ في الخصامِ وإن زَحَفَتْ جيوشُ الغيِّ نحوي فرُمحي الزهدُ والتقوى حُسامي ومحرابي الليالي قمتُ فيها أُصَلِّي حيث آنسَني قيامي تُسبِّحُ فيكَ أنفاسي وتدعو مُؤمِّلةَ الإجابةِ في الختامِ أما الشاعر محمود الحليبي فيقول في قصيدة «سيد الأزمان» : أهلا بعَوْدِكَ سيدَ الأزمان يا مسرحَ الصلواتِ والقرآنِ أقبلتَ فانتفضتْ صحاري وحشتي وشدا لغيثكَ خافقي ولساني ! رمضانُ في كفيكَ أعذبُ شَربةٍ تاقتْ إليها مهجةُ الظمآنِ !! يا رحمةَ الرحمنِ يا ألقَ التُّقى... أقبِلْ لتشعلَ جذوةَ الإيمانِ فلطالما غَلبَتْ علينا شِقْوةٌ... واسترسلتْ مَعزُوفةُ الشيطانِ ! انشر ضياءكَ يا أميرَ شهورنا... وامسحْ بجودِكَ عتمةَ العصيانِ وفي رمضان تقول الشاعره هاجر الجغيمان : رمضان جئت وفي صباحك فرحة... ركضت تضم الناس وسط رياضك والقلب صار بحضن حسنك وردة... شربت مع الأزهار سر بياضك.