قفزت عقود النفط لخام «برنت» في بورصة لندن إلى أعلى مستوياتها في 30 شهرا خلال تعاملات أمس مع تصاعد التكهنات التي تشير إلى ان القذافي قد ينفذ تهديداته بضرب حقول النفط الليبية، بالإضافة إلى إشاعات تفيد بأن أعمالا تخريبية مماثلة قد تطال حقول النفط في الجزائر ونيجيريا، مما يهدد بتراجع الإمدادات. وتظل الفوضى التي تعم أرجاء الأرض الليبية وقودا مشتعلا لإحماء نيران المضاربة الشرسة التي تتعرض لها عقود النفط سواء في لندن أو نيويورك على حد سواء، حيث اتجهت أموال ضخمة تجاه عقود النفط كما هو واضح من بداية الأسبوع الحالي مع تراجع بورصات الأسهم حول العالم. وعلى الرغم من أن ليبيا تنتج حوالي 1.6 مليون برميل يوميا، وهي تاسع أكبر منتج عالمي بين الأعضاء الاثنى عشر في منظمة أوبك، ومن السهل تعويض صادراتها عن طريق المملكة العربية السعودية وحدها، حيث إن المملكة تنتج حوالي 10 بالمائة من الإنتاج العالمي اى 8.4 مليون برميل يوميا، ومن الممكن ارتفاع طاقتها الإنتاجيه إلى 12 مليون برميل يوميا وهو أمر ليس بجديد على المملكة، حيث قامت به أكثر من مرة عقب غزو العراق للكويت عام 1990، وعند الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. لكن تبقى الإشكالية الكبرى في توسع القلق تجاه بلاد إفريقية أخرى مثل الجزائر ونيجيريا التي تراقب عن كثب ما يجري في شمال القارة السمراء. وارتفع خام برنت تسليم أبريل فوق مستوى 119 دولارا إلى 119.79 دولار للبرميل 8 بالمائة لرصيدها وهو ما يمثل، وفقاً لأرقام، أعلى مستوياته منذ قرابة ثلاثين شهرا على خلفية التوتر الشديد الذي تعيشه ليبيا منذ خطاب لمعمر القذافي والذي توعد خلاله بالقتال حتى آخر قطرة دم دفاعا من الشرعية ضد من أسماهم بالمرتزقة والخونة. يأتي هذا بينما قفزت عقود الخام الخفيف متجاوزة أعلى مستوياتها السعرية منذ سبتمبر عام 2008 والمحققة يوم أمس الأول عند 100 دولار إلى 103.34 دولار قبل أن تتراجع نحو مستوى 101.89 دولار أمس. وقالت مصادر سعودية رفيعة أمس إن المملكة مستعدة وقادرة على توفير الخام الخفيف عالي الجودة للتعويض عن تعطل الامدادات الليبية. وذكر أحد المصادر : أن «المملكة مستعدة وبامكانها توفير نفط بنفس الجودة سواء الخام العربي الخفيف فائق الجودة أو عن طريق المزج» بين خامات مختلفة، مضيفاً «تتعهد أوبك بقدرتها على توفير كافة أنواع النفط اذا ما دعت الحاجة... ليس هناك داع لارتفاع الاسعار.» وقالت مصادر انه يمكن شحن النفط السعودي عبر خط الانابيب الشرقي الغربي في السعودية ثم الى البحر الابيض المتوسط ومنه الى أوروبا. واضافت المصادر انه يمكن أيضا اعادة توجيه بعض الخامات من غرب أفريقيا مثل الخام الانجولي الى أوروبا بينما يمكن أن ترسل المملكة بصورة مؤقتة الخام فائق الجودة الى اسيا كتعويض. من ناحية أخرى، قال باولو سكاروني الرئيس التنفيذي لشركة ايني أمس إن انتاج ليبيا من النفط انخفض 1.2 مليون برميل يوميا بسبب الاضطرابات الحالية. وقال سكاروني للصحفيين على هامش جلسة استماع في البرلمان «هناك بطبيعة الحال تكهنات تضخم من شأن ظاهرة حقيقية. الظاهرة الحقيقية هو ان هناك انخفاضا قدره 1.2 مليون برميل في امدادات السوق وهو ليس بالشيء الكبير لكنه شيء ما كما أن هناك احساسا عاما بعدم اليقين في المنطقة وهو ما قد يكون الدافع وراء التكهنات». وأوضح متحدث في وقت لاحق أن التصريحات تشير الى انخفاض الانتاج اليومي في ليبيا 1.2 مليون برميل. وتنتج ليبيا 1.6 مليون برميل يوميا.