ملتقى المثقفين السعوديين حدث تنتظره الساحة الثقافية بالرغم مما فيه من سلبيات برزت من خلال الملتقى السابق الذي طواه النسيان أو كاد لأنّ الكثير من توصياته لم يتمّ تنفيذها. الاستطلاع التالي يلقي الضوء على ملتقى المثقفين السعوديين، ما له وما عليه، وعما إذا كان من المجدي أن يتم عقد لقاء جديد في حال لم يتم تنفيذ توصيات الملتقى السابق، فإلى التفاصيل: طغيان المصالح يؤكد الإعلامي خالد قماش أن مثل هذا التساؤل طرح غير مرة في الملتقيات والمهرجانات الثقافية، وكانت الأجوبة عائمة أحيانا ومخاتلة أحيانا أخرى، ويضيف: يبدو لي أن افتقار اللجان المنظمة لمثل هذه الفعاليات لقاعدة بيانات لأسماء حاضرة في المشهد الثقافي هو سبب رئيسي لمثل هذه المشكلة، أضف إلى ذلك طغيان المحسوبيات والمصالح المتبادلة والمجاملات بين بعض الأسماء المحسوبة على الوسط الثقافي، فهناك العديد من الأسماء الشابة التي تغيب عن حضور مثل هذه المناشط، بسبب تهميشها أو تغييبها لسبب أو لآخر، ولعل القائمين عليها لا يكلفون أنفسهم عناء البحث أو قراءة سريعة تحصر كل الأسماء الفاعلة لنتخلص من الوجوه المكررة والأسماء المحنطة. تخدير المثقفين ويرى الروائي محمد العرفج: إن الملايين التي سوف تصرف على التذاكر والإقامة والأوراق المطبوعة والموائد في الملتقى القادم للمثقفين لهي أولى في أن تصرف على تنفيذ الوصايا والمقترحات والدراسات في الملتقى السابق، فلا أعلم كيف يكون هناك ملتقى جديد ولم يتم تنفيذ أي من البنود المتّفق عليها في سابقه، ويختم متسائلاً: لا أعلم هل مثل هذه الملتقيات هي من أجل صرف المال العام وتشغيل الشركات عبر العقود المدفوعة الثمن بمبالغ مهولة، لماذا لا يعي المسؤولون أن المثقفين ليسوا عواما ليتم تخديرهم بمثل هذه الملتقيات؟ تحديث الأسماء الشاعر محمد الحمادي: المكررة ؟ دائماً ما نقول نريد وجوها جديدة أولاً ونريد ملتقى فاعلا له دور ايجابي في الحراك الثقافي والأدبي ، وليس مجرد سياحة ثقافية لعدة أيام، بالتأكيد أؤيد إقامة مثل هذا الملتقى لكن أن يكون جاداً ومختلفاً وأكثر تنوعاً ولا نريد أسماء مكررة تتواجد في كل الملتقيات والمؤتمرات وأتمنى من وزارة الثقافة والإعلام تحديث الأسماء الموجودة لديهم فهناك أسماء كثيرة تغرد بجمال لكننا لا نراها في مثل هذه الملتقيات. استقراء الرؤى المسرحي علي السعيد قال إن الملتقى الأول كان أجود وأكثر فائدة لأن الهدف منه كان استقراء رؤى المثقفين في رسم سياسات ثقافية وكان هذا في عهد وزير الإعلام ما قبل السابق الدكتور الفارسي .. وبالفعل كان له نتائج كثيرة من أبرزها إنشاء الجمعيات الثقافية كجمعية المسرحيين وجمعية التشكيليين وغيرها . ويضيف: الوزير السابق إياد مدني تبنى هذه الأفكار وكان له وهج اللقاء الأول لذلك فقد كان له من النجاح نصيب كبير، أما الملتقى الثاني فلم يعدو كونه برنامجا مجترا ومكررا ولم يضف للحركة الثقافية أي شيء، ولو أن المبالغ التي تم صرفها على الملتقى وزعت على الجمعيات الثقافية والفنية والمسرحية لكان أجدى . لك الهدف الذي أقيم من أجله الملتقى حتى الآن لم يتحقق بالرغم من مرور حوالي ثماني سنوات من إقامة الملتقى في دورته الأولى والسؤال هو : لماذا لم تعلن حتى الآن السياسة الثقافية للمملكة العربية السعودية . كل وزير يأتي للوزارة يتحدث عنها، ويغادر الوزارة ولم يفعل لها شيئاً. لذلك فإن فإننا سنستمر باللت والعجن في قضايانا الثقافية وهي تنظيمية بحتة.