لقد حبا الله شعوب دول الخليج العربي بصفة عامة بنعم كثيرة منها الالتزام بأحكام الدين الحنيف والترابط العائلي والتعاون الاجتماعي وكذلك الوفرة المالية التي حظيت بها المنطقة خلال الخمسين سنة الأخيرة والتي من خلالها توفرت أغلب وسائل الراحة والرفاهية لمعظم المواطنين بما يوجد من مرافق وأسواق ووسائل نقل حديثة وغيرها وقد ساهمت حكومات الخليج في صرف ميزانيات مالية كبيرة جداً على المشاريع التنموية مثل المطارات والموانئ والمدارس والمستشفيات والطرق وغيرها حيث تعتبر هذه الخطوات الحكومية ضرورية لتطوير البلاد وتنميتها . إن المواطن الخليجي قد عايش هذا التطور وتمتع بهذه النعم التي تعتبر حقاً طبيعياً لكل إنسان توجد لديه إمكانيات مالية حصل عليها بالعمل والاجتهاد. الخطأ أن يتحوّل هذا الواقع الجيد من الخير إلى أسلوب إبراز الذات والبحث عن « المظاهر « السطحية التي تتعب الشخص وعائلته وترهق دخله المادي مما قد تسبب بوجود مشكلة الاقتراض من البنوك أو من الأصدقاء أو الأقارب لكي يشتري سيارة فارهة أو ملابس مرتفعة الثمن (ماركة) أو يسافر في الصيف وغير ذلك . ومن أبسط المبادئ أن يستفيد الشخص ويترفه بما عنده بالطرق الصحيحة والمشروعة --- ولكن الخطأ أن يتحول هذا الواقع الجيد من الخير إلى أسلوب إبراز الذات والبحث عن " المظاهر " السطحية التي تتعب الشخص وعائلته وترهق دخله المادي مما قد يتسبب بوجود مشكلة الاقتراض من البنوك أو من الأصدقاء أو الأقارب لكي يشتري سيارة فارهة أو ملابس مرتفعة الثمن (ماركة) أو يسافر في الصيف وغير ذلك من الأشياء وهذه مشكلة كبيرة إذا كان الشخص غير متمكّن مادياً ، أما إذا كان مقتدراً فلا بأس ولكن دون التظاهر والتعالي وإبراز الذات التي أصبحت تشاهد بصورة واضحة لدى أغلب مواطني دول الخليج العربي مع الأسف ( بالمعنى العامي " شوفوني " ) . إن الطبيعة والأسلوب الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا سواء الغني منهم والشخص العادي كانت تنم عن التواضع والبساطة وعدم التكلّف والبعد الشديد عن المظاهر. التي هي آفة اجتماعية ضارة تنخر في البيئة الأسرية والاجتماعية وتجعل الناس يبحثون عن المظهر دون الجوهر وتشغل الشباب ( ذكوراً وإناثاً ) في القشور دون الاهتمام بالأمور الأساسية التي تنفعهم كأشخاص في حياتهم العملية وفي نفس الوقت تفيد المجتمع بصورة عامة ، لذا علينا جميعاً دون استثناء الحرص على التنبيه والابتعاد عن آفة المظاهر لحماية مجتمعنا المبارك .... وإلى الأمام يا بلادي.