تقول إحدى شركات البطاقات الائتمانية "السعوديون هم الأكثر إنفاقاً ببطاقاتهم في إمارة دبي. وبلغ مجموع إنفاقهم هناك خلال العام 2011 نحو 910.9 مليون ريال (242.9 مليون دولار). ويمثل ذلك ارتفاعاً عن العام الذي سبقه بنسبة 73.8 في المائة، وتقول الشركة إن السعوديين هم رابع السياح الأكثر إنفاقاً في العالم بعد البريطانيين والروس والأمريكيين. وطبقاً لأرقام السياح السعوديين في دبي أنفقوا 127 مليون دولار على السكن هناك، واشتروا بضائع وهدايا وخدمات في مقابل 94.1 مليون دولار، فيما بلغ إنفاقهم على السفر والترفيه 21.8 مليون دولار". انتهى. من يقرأ لو بشكل سطحي، المعلومات التي ذكرت أعلاه، يعتقد أن سياحتنا الداخلية مازالت في مهب الرياح، ولم نسع إلى تطويرها ودعمها، فالخلل لا يقع على الهيئة العامة للسياحة والآثار، وإنما نابع من "إرادتنا الذاتية"، التي ترفض من داخلها أن تتجه إلى مناطق في السعودية، "غنية بالآثار، وتاريخها يحاكي خيوط الشمس صباح كل يوم، ويشكي حاله، فالأعزاء على قلبه، ذهبوا ولم يعودوا". ما يستهوي السعوديين، البحث عن الطقس الهادئ ذي السمات الباردة صيفا، ليجدوا متنفسا لهم بعيدا عن الحر والرطوبة، فها هي مدينة أبها تمتلئ بقطرات الندى صباح كل يوم، وتتراقص على أنغامها الأشجار والثمار في الزمان القديم، كان الآباء والأجداد يفخرون بتراثهم، ويقطعون مسافات طويلة، للوصول إلى مناطق غنية بالتراث، وتنعم في السياحة، فلو ذكرنا مدينة واحدة وهي الطائف لوجدنا أنها تزخر بالخيرات السياحية، فتنادي على المارة ليروها ويتمتعوا بأجوائها، فما يستهوي السعوديين، البحث عن الطقس الهادئ ذي السمات الباردة صيفا، ليجدوا متنفسا لهم بعيدا عن الحر والرطوبة، فها هي مدينة أبها تمتلئ بقطرات الندى صباح كل يوم، وتتراقص على أنغامها الأشجار والثمار. لم أجد مبررا لابتعادنا عن سياحتنا الداخلية، فنسبة الإنفاق، التي ذكرت سابقا، وتصنيفنا بين مجموعة دول لا يستهان بها، جاء ليترجم واقعا حقيقيا ويكشف عن حاجة السياحة إلينا، فلو تمعنا في معلومة الإنفاق على السفر والترفيه، لوضعنا مجهر التشريح فوق سياحتنا الداخلية، والأسباب المؤدية لذلك، وهذا يتطلب تكاتف الجهود من جهات عدة، علما بأننا على رأس القائمة. أعود وأقول جاء تصنيفنا من حيث الإنفاق على السياحة الخارجية، بعد البريطانيين والروس والأمريكيين، مسألة في غاية الأهمية وتدل على أن السعودية هي أكثر بلدان الخليج العربي نمواً، كما أن السياحة ذات تأثيرات متعددة في الاقتصاد، وهي تبدأ من تعظيم النمو الاقتصادي والدخول وحصيلة النقد الأجنبي والعمالة، حتى تحسين الهيكل الاقتصادي، خصوصا أنها تلعب دورا رئيسيا في تنمية موارد الدول، لأنها تعتبر ثروة بحد ذاتها، ولاسيما أن السياحة وعلى رأسها القطاع الفندقي، تمثّل أكثر من 6% من الناتج العالمي.