طالب مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» قوى المعارضة السورية المنقسمة بتوحيد صفوفها. وناشد المؤتمر الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس في بيانه الختامي امس ، المعارضة تشكيل «جبهة مشتركة كبديل صادق عن النظام الحالي».بينما جدد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، دعوته للرئيس السوري، بشار الأسد، للتنحي، لافتاً خلال المؤتمر إلى أن الانتقال السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء نزيف الدم المستمر في سوريا منذ 16 شهراً. وأكد هولاند في كلمته أن «نظام بشار الأسد لن يستمر، وسقوطه حتمي.» كما طالب المشاركون من المعارضة التركيز على أهدافها المشتركة. وطالب المؤتمر ، الذي شارك فيه ممثلون من نحو 100 دولة ومنظمة إقليمية ودولية ، الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن السلطة والوقف الفوري للعنف. وجاء في البيان الختامي أن القمع المتزايد والعنف في سورية يعرض استقرار المنطقة بأسرها للخطر. ودعا «أصدقاء الشعب السوري» إلى تشكيل حكومة انتقالية ، وذكروا في بيانهم الختامي أنه «يتعين استبعاد جميع من يريد تقويض مصداقية التحول الديمقراطي من تلك الحكومة». هولاند: «خمسة التزامات» واعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن امله في ان «يشجع» مؤتمر اصدقاء الشعب السوري مجلس الامن الدولي على التحرك لممارسة ضغوط على دمشق. ودعا هولاند الدول الغربية والعربية المشاركة في المؤتمر الى اتخاذ «خمسة التزامات» من بينها «رفض الافلات من العقوبات على الجرائم»، و»التطبيق الفعلي والفعال» لعقوبات اقتصادية ومالية «و»تعزيز» دعم المعارضة من خلال تزويدها «بوسائل اتصال». اما الالتزامان الاخران فهما تقديم مساعدة انسانية والتعهد بتقديم دعم دولي لاعادة اعمار البلاد بمجرد انطلاق المرحلة الانتقالية. واضاف الرئيس الفرنسي ان حصيلة ضحايا اعمال العنف في سوريا «رهيبة ولا يمكن للضمير الانساني ان يتحملها»، داعيا الاممالمتحدة الى «اتخاذ اجراءات باسرع ما يمكن لدعم خطة الخروج من الازمة» والتي عرضها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا. وصرح هولاند «اريد التوجه الى الذين ليسوا هنا. في المرحلة التي بلغناها من الازمة السورية، لم يعد من الممكن ان ننكر انها باتت تشكل تهديدا للسلام والامن في العالم». واضاف «كما اريد ان اقول الى الذين يدعمون فكرة ان نظام الاسد، رغم انه مقيت لكنه يمكن ان يساهم في تفادي حلول الفوضى، بانه سيكون لديهم اسوأ نظام وفوضى وان هذه الفوضى ستؤثر على مصالحهم». وقال سيدا الكردي الاصل «نريد ان نقول لاخواننا العلويين انهم جزء مهم من النسيج الوطني السوري. ولن نقوم بالتمييز بحقهم، وحدهم منفذو الجرائم سيحاكمون» على ما ارتكبوه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 17 شهرا. كلينتون قرار وعقوبات من جهتها , طالبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بقرار يصدر عن مجلس الامن الدولي حول العملية الانتقالية في سوريا مدعوم بعقوبات. وقالت كلينتون «لا بد من اللجوء مجددا الى مجلس الامن للمطالبة بتطبيق خطة جنيف التي وافقت عليها روسيا والصين». واضافت «كما لابد من المطالبة بقرار يحدد ما ستكون عليه عواقب عدم احترام هذه الخطة بما في ذلك ما ينص عليه الفصل السابع» الذي يشمل اللجوء الى العقوبات ويجيز استخدام القوة ضد الجهات التي لا تحترم القرار. وقالت :بصراحة لا يكفي الحضور الى اجتماع أصدقاء سوريا لانني يجب ان اقول لكم بصراحة انني لا اتصور ان روسيا والصين تعتقدان انهما تدفعان ثمنا - أي ثمن - لدعمهما نظام الاسد. واستطردت :الطريقة الوحيدة لتغيير ذلك هي ان تقوم كل دولة ممثلة هنا بالتوضيح بشكل مباشر وملح ان روسيا والصين ستدفعان ثمنا لانهما تعطلان التقدم - تعرقلانه - وهذا لا يمكن السماح به بعد الان. هيغ:البند السابع من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «سنطالب باصدار قرار من مجلس الامن بموجب الفصل السابع يتضمن بروتوكول جنيف». روسيا والصين واتهمت كلينتون روسيا والصين ب «عرقلة» احراز تقدم في سوريا. وقالت : «لا يكفي الحضور الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري فالسبيل الوحيد لتحقيق نتائج هو ان تحاول كل الدول المشاركة افهام روسيا والصين بان هناك ثمنا لا بد من دفعه». واعتبرت كلينتون بان المسيرة نحو سقوط نظام الاسد «ثابتة ولا رجوع فيها». سيدا:حظر جوي ودعا رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا المشاركين في المؤتمر الى اتخاذ قرار باقامة منطقة حظر جوي وممرات انسانية في سوريا. وصرح سيدا امام المؤتمر الذي ضم قرابة مائة دولة غربية وعربية «لا بد من اتخاذ كل الاجراءات لاقامة منطقة حظر جوي وممرات انسانية». واوضح ان هذه الاجراءات يجب ان ترد ضمن قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي «بموجب الفصل السابع» الذي يجيز فرض عقوبات دولية واللجوء الى القوة. وفي موازاة ذلك، اعلن سيدا ان نظام بشار الاسد بدأ يضعف. وقال ان «النظام بدأ ينهار ويفقد السيطرة على الارض». ووجه سيدا نداء الى الطائفة العلوية، الاقلية التي ينحدر منها الاسد والتي تتحكم بالسلطة في البلاد. وقال سيدا الكردي الاصل «نريد ان نقول لاخواننا العلويين انهم جزء مهم من النسيج الوطني السوري. ولن نقوم بالتمييز بحقهم، وحدهم منفذو الجرائم سيحاكمون» على ما ارتكبوه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 17 شهرا. كما توجه سيدا الى روسيا التي تدعم النظام السوري على غرار الصين وتعرقلان صدور اي قرار عن مجلس الامن الدولي يدين الاسد. وقد رفضت الدولتان المشاركة في المؤتمر. وقال سيدا «اننا نتوجه الى المسؤولين الروس. لدينا حقوق مشروعة وهذا من مصلحة الشعبين: الشعب الروسي والشعب السوري».