إعدام المفحط شأن قضائي بحت لن نمارس معه ما يمارسه المصريون مع محاكمهم الابتدائية والدستورية، فالقضاء (أبخص) وأحكامه على العين والرأس. لكن السؤال الذي يطرح ويفرض نفسه هو: هل التفحيط رياضة أم جريمة؟ هل هو رياضة إذا لم يصب أو يقتل أحد؟ وجريمة إذا قتل أو أصيب أحد؟ الذين يموتون تحت عجلات وأجساد السيارات المجنونة في الشوارع والميادين المفتوحة المكتظة بالجماهير، هل هم ضحايا قاتل متعمد أم قاتل مجنون أم قاتل لم يقصد القتل؟ أيا كانت إجابات هذه الأسئلة فأنا مع القول بأن التفحيط المجاني الفوضوي جريمة بشعة يرتكبها المفحط الذي قد يقتل نفسه فيكون (منتحرا) أو يقتل غيره فيكون (قاتلا) يستحق عقوبة الإعدام. أما يمكن أن يدرأ هذه الجريمة ويمنعها فهو أن تنظم (شهوات) التفحيط عند المراهقين والشباب، بحيث تديرها مؤسسات متخصصة مثل كل بلاد العالمين، ويكون لها سياراتها وساحاتها المؤمنة بأقصى درجات الحيطة والسلامة، وضمان عدم حصول مكروه بإذن الله. كثيرون من المستثمرين أبدوا استعدادهم لبناء هذه الساحات (التفحيطية) المختصة لاستيعاب المفحطين وجماهيرهم لكنهم لم يجدوا آذانا صاغية. وليس هناك إلى الآن سبب واضح لهذا (التطنيش) الذي يلقاه من يريدون أن يمنعوا عن الشوارع والميادين العامة آفة الموت وأشرار الإصابات، من جراء ما يعتبره الشباب رياضة ممتعة، تمتاز بقدرات عالية وقلوب صلبة وشهرة مغرية.!! الأمر الآن وصل إلى حد إزهاق الأرواح بين قاتل ومقتول. وهو، تبعا لذلك، جد خطير إن لم تؤخذ بشأنه إجراءات حقيقية تتبناها الدولة نفسها وتفرضها على الأجهزة المعنية بسلامة الناس وحفظ حيواتهم. والحل واضح: أعطوا الفرصة لمن يصرخون بضرورة استثمار طاقات الشباب وقدراتهم في هذا المجال.. جربوا ولو مرة واحدة تحويل حالة التفحيط هذه إلى رياضة، بعد أن ظلت لعقود طويلة مجرد (دشاره) ثم تحولت الآن لتصبح (جريمة).!! @ma_alosaimi