يجتمع كبار الموظفين في مجموعة العمل حول سوريا الجمعة في جنيف لوضع اللمسات الاخيرة على الاجتماع الحاسم الذي سيبحث خلاله وزراء خارجية هذه الدول السبت في سبل انهاء النزاع الدائر في سوريا، في حين لا يزال البعض يشكك حتى في امكانية انعقاد هذا المؤتمر. ويعقد ممثلو الدول والمنظمات الواردة على قائمة مدعوي "مجموعة العمل" التي اعدها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي انان الاجتماع التحضيري عشية المحادثات التي تهدف الى وقف اعمال العنف واطلاق عملية انتقالية سياسية في سوريا. وقال المتحدث باسم انان احمد فوزي ان الاجتماع التحضيري الذي يبدأ عند الساعة 09,00 تغ سيشارك فيه "كبار الموظفين" لكنه لم يتضح ما هي النقاط التي لا تزال تنتظر البت فيها قبل بدء محادثات السبت. ودعا انان الامين العام السابق للامم المتحدة الى انعقاد الاجتماع ووجه دعوات الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى اطراف اخرين اقليميين يلعبون دورا مهما من بينهم تركيا. وقال انان ان المشاركين في الاجتماع سيسعون الى ضمان التطبيق الكامل لخطته المؤلفة من ستة بنود والتي دخلت حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل لكنها شهدت خروقات متكررة من قوات النظام والمعارضة. ويأمل انان بالتوصل الى اتفاق حول الخطوط العريضة لمرحلة انتقالية سياسية في سوريا "تلبي المطالب الشرعية" للشعب السوري. الا ان الدبلوماسيين يقولون ان الحكومات الغربية ابلغت انان بان لا جدوى من المضي قدما في الاجتماع ما لم يتم التوصل الى اتفاق مسبق حول مقترحاته المتعلقة بهذه المرحلة الانتقالية. واضافوا ان مصير الاجتماع سيظل على المحك حتى اللقاء المقرر عند الساعة 17,30 تغ في سانت بطرسبورغ بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف. واعترضت روسيا احدى الدول الحليفة الكبيرة القليلة المتبقية لنظام بشار الاسد على اقتراح يحد من عدد اعضاء حكومة الوحدة الانتقالية في سوريا، بحسب دبلوماسيين. وينص اقتراح انان الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه، ان الحكومة الانتقالية يمكن ان تتضمن مسؤولين من نظام الاسد والمعارضة "لكنها ستستبعد الذين يمكن ان يزعزع بقاؤهم ومشاركتهم مصداقية المرحلة الانتقالية ويهدد الاستقرار والمصالحة". وقال دبلوماسيون ان هذا معناه انه يتعين على الاسد التنحي عن السلطة ولكن من دون ان يعني هذا ان تنحيه سيكون تلقائيا. وسينطبق الامر نفسه على مسؤولي المعارضة. وشدد لافروف الخميس على ان مصير الاسد "يجب ان يحدد ضمن اطار حوار وطني سوري". من جهتها، رفضت كلينتون خلال زيارة الى لاتفيا قبل توجهها الى سانت بطرسبورغ مقولة ان انان يقترح مرحلة انتقالية تفرض من الخارج. وقالت كلينتون ان "اقتراح انان يشير الى مرحلة انتقالية بقيادة سورية، لكن يجب ان تكون المرحلة الانتقالية ملتزمة بمعايير حقوق الانسان والحوكمة وحكم القانون". وشددت كلينتون على ان روسيا بموافقتها على المشاركة في اجتماع جنيف انما تكون اعلنت ضمنيا موافقتها على اقتراح انان. ومن المقرر ان يشارك في اجتماع مجموعة العمل في جنيف اضافة الى كلينتون نظراؤها في الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالاضافة الى الكويت وقطر وتركيا. وتم استبعاد ايران حليفة سوريا من الاجتماع وهو ما اعتبرته روسيا قرارا خاطئا.