اعلن المبعوث الدولي - العربي إلى سورية كوفي أنان في بيان عن اجتماع السبت في جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسورية. وقال أنان إنه دعا إلى الاجتماع على مستوى الوزراء سعياً «لإنهاء العنف والاتفاق على مبادئ انتقال سياسي بقيادة سورية». ومع أن ناطقاً أميركياً قال ليل الثلثاء إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لن تشارك في اجتماع جنيف إلا أن مسؤولاً بارزاً في وزارة الخارجية الأميركية قال الأربعاء إن كلينتون ستشارك في اجتماع مجموعة العمل في مقر الأممالمتحدة في جنيف. وقال المتحدث فيليب رينز لوكالة «فرانس برس» عقب تأكيد أنان عقد الاجتماع «نعم، سنذهب إلى جنيف للمشاركة في اجتماع السبت». وستعقد كلينتون اجتماعاً ليل الجمعة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سانت بطرسبورغ. وقالت كلينتون أثناء كلمة لها أمس في هلسينكي، في مستهل جولة أوروبية تنقلها إلى ثلاث دول، «إن الولاياتالمتحدة مستعدة لدعم مساعي أنان لإيجاد حل ديبلوماسي للأزمة في سورية». وأشارت إلى أنها تدعم جهود أنان «للتحضير لانتقال ديموقراطي يقود إلى دخول سورية عهد ما بعد الأسد». وقالت الوزيرة الأميركية «إن أنان أعد خريطة طريق خاصة به للتحول السياسي في سورية التي نأمل أن تقود إلى قيام دولة ديموقراطية في سورية تمثل ما يريده شعبها». وشددت على انه إذا استطاع أنان الحصول على موافقة روسيا والصين على خريطة الطريق المقترحة سيعني ذلك إرسال إشارات كافية إلى جميع الأطراف. ونقلت وكالة «اسوشيتدبرس» عن مسؤولين أميركيين قولهم «إن كلينتون ولافروف سيحضران أجتماع مجموعة الاتصال في جنيف». وقال أنان في بيان أنه دعا وزراء خارجية القوى الخمس الكبرى وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسياوالولاياتالمتحدة بالإضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر لكنه لم يشر إلى إيران، الذي قد يمثلها العراق. ويسعى أنان بحسب ما أفاد نائبه جان - ماري غيهينو أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إلى العمل مع هذه الدول التي لها نفوذ على سورية والمعارضة لمحاولة التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سورية. وأضاف انه «خلال الأسابيع القليلة الماضية، تركزت هذه الجهود على تشكيل مجموعة العمل للاتفاق «على دعم عملية انتقالية لقيادة سورية بشكل فعال». وأضاف أن أنان «يبذل قصارى جهده للمساعدة في التوصل إلى موقف مشترك حول النتائج المقترحة لمجموعة العمل». وقال انه «يجب أن تكون هذه النتائج مفيدة وملموسة من اجل أن تساعد في حل الأزمة». وقال غيهينو «على مر الأسابيع القليلة الماضية تركزت هذه الجهود على إنشاء مجموعة عمل بشأن سورية ويعتزم المبعوث الخاص المشترك أن تنعقد في 30 حزيران (يونيو) في جنيف.» وبدت الولاياتالمتحدةوروسيا أمس أمام حائط مسدود حول السبيل لوقف أعمال العنف في سورية، بينما أعربت كلينتون عن تراجع الأمل في بدء محادثات جديدة هذا الأسبوع حول الأزمة. ويمكن أن يؤدي الخلاف بين البلدين المتمثل في ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الأسد، إلى نسف المفاوضات المقررة السبت في جنيف. وفي الوقت الذي شهد أول من أمس اتصالات هاتفية عدة بين واشنطن وموسكو، أشار مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن كلينتون لن تشارك في الاجتماع ما لم يتفق جميع الأطراف على ضرورة تأسيس مرحلة انتقالية سياسية في سورية. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى مساء الثلثاء كان يرافق كلينتون إلى فنلندا إن «نقطة الخلاف هي التوصل إلى اتفاق صريح حول عملية انتقالية سياسية»، مشدداً على انه لا يزال من الممكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وأضاف «بمجرد التوصل إلى الاتفاق هناك طرق عدة للمضي قدماً. لكن ما لا يمكننا القيام به هو الدخول في حلقة من اللقاءات لمجرد الكلام». وطالبت واشنطن بالوقف الفوري لأعمال العنف وبرحيل الأسد الذي لم يكن أبداً حليفاً للدول الغربية. وتشهد الولاياتالمتحدة تظاهرات عدة احتجاجاً على القمع الدموي الذي تمارسه قوات النظام السوري. وتابع المسؤول الأميركي أن «نظام الأسد فقد شرعيته». لكن التوقف عن دعم الأسد سيكون مؤشراً إلى تغيير كبير في سياسة روسيا التي تحافظ منذ العهد السوفياتي على علاقات مع حزب البعث الحاكم في سورية ومع مسؤولين عسكريين سوريين. ويقول المسؤولون الأميركيون انهم لم يلحظوا بعد أي إشارات إلى حصول مثل هذا التغيير. وسبق لروسيا، التي تملك قاعدة بحرية في سورية، أن انتقدت بشدة العمليات العسكرية التي شنها الغرب وأطاحت نظام معمر القذافي في ليبيا. ومن المفترض أن تتمحور محادثات جنيف حول إيجاد صيغة جديدة لخطة أنان التي أضحت حبراً على ورق بسبب الخروق المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار. وفي حال فشل المساعي الديبلوماسية، فإن أعمال العنف ستزداد حدة على الأرجح في سورية مع ما يمكن أن يترتب على ذلك من انعكاسات على المنطقة. وتابع المسؤول الأميركي «برأينا أن بيع الأسلحة إلى النظام السوري من روسيا أو من أي دولة أخرى يأتي بنتائج عكسية ويؤجج المواجهات»، مضيفاً أن مثل هذه الأفعال تعطي النظام السوري «دعماً وشرعية». وأعلن ممثل الصين لدى الأممالمتحدة في جنيف شيا جينجي أن بلاده تنظر «بعين الرضا» إلى الدعوة إلى اجتماع مجموعة العمل السبت. وأعرب عن «الأمل في أن يؤدي هذا المؤتمر إلى توافق دولي».