لم تقدّم اسبانيا حاملة اللقب افضل ما لديها في بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 لكن لسوء حظ مَن ستلاقيه في المباراة النهائية المقررة يوم الأحد فإن دفاعها القوي يعني أنها ستلعب ضد إيطاليا أو المانيا بعدما تلقت شباكها هدفًا وحيدًا. ونجح الإيطاليون في التسجيل ضد اسبانيا بطلة العالم في المباراة الأولى لهما في المجموعة الثالثة حين تعادلا 1-1 في جدانسك لكن بعد ذلك حافظت حاملة اللقب على نظافة شباكها ضد ايرلندا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال. وخرج كريستيانو رونالدو قائد البرتغال بوجه حزين بعد الهزيمة 4-2 بركلات الترجيح أمام بطلة العالم في قبل النهائي الترجيح في دونيتسك بعدما ظن أنه سيصبح الرجل الذي سيفك شفرة دفاع حاملة اللقب بوصفه يلعب في ريال مدريد مع ايكر كاسياس وسيرجيو راموس والفارو اربيلوا ثلاثي اسبانيا. وسدّد رونالدو وهو أفضل لاعب في العالم سابقًا كرة مرت بجوار القائم مباشرة في الدقيقة 31 لكنه غير ذلك وفشل في ركلتين حرتين بعيدًا عن المرمى قبل أن يهدر فرصة خطيرة لحسم المباراة في الدقيقة 90 حين سدّد الكرة فوق العارضة. ويعني التعادل بدون أهداف بين اسبانيا والبرتغال قبل ركلات الترجيح أن حاملة اللقب لم تهتز شباكها في آخر تسع مباريات في أدوار خروج المغلوب في بطولة اوروبا وكأس العالم. وآخر فريق هز شباك اسبانيا في ادوار خروج المغلوب كان منتخب فرنسا حين فاز عليها 3-1 في دور الستة عشر في كأس العالم 2006. ومثلما أشار فيسنتي ديل بوسكي مدرب اسبانيا فإن هذه تركيبة مفيدة للفوز بالمباريات. وقال ديل بوسكي :»لا نلجأ أبدًا للدفاع ولسنا بفريق دفاعي لكننا نؤدي بطريقة جيدة جدًا». ويعني انتصار الأربعاء أن اسبانيا أصبحت تتقاسم مع فريق المانياالغربية في السبعينيات في الوصول ثلاث مرات متتالية للنهائي في بطولة اوروبا وكأس العالم ويمكنها التفوّق على الالمان الذين خسروا نهائي بطولة اوروبا 1976 أمام تشيكوسلوفاكيا لو حققت الفوز يوم الأحد في كييف. لكن حين يتوجّه ديل بوسكي بفريقه إلى العاصمة الأوكرانية سيكون أمامهم الكثير للتفكير فيه فيما يخص خط الوسط الذي لم يقدّم الأداء المتوقع منه خاصة في الشوط الأول. ولم تكن تمريرات الرباعي تشابي وتشابي الونسو واندريس انيستا وديفيد سيلفا دقيقة مثلما عُرف عنهم. ومرة أخرى بدا تشابي ظلًا للاعب الذي وضع معايير جديدة لمركز صانع اللعب في السنوات الأخيرة. ولم يكن قرار ديل بوسكي بإشراك المهاجم الفارو نيجريدو من البداية مفيدًا وندرت مساهمات اللاعب قبل أن يدخل سيسك فابريجاس بدلًا منه في الدقيقة 54. وبدت اسبانيا أكثر خطورة مع مرور الوقت خاصة في الوقت الإضافي حين لعب بيدرو وخيسوس نافاس في طرفي الملعب لكنها بصفة عامة لم تقدّم العرض القوي فأنهت المباراة وقد سدّدت خمس مرات فقط على المرمى مقابل مرتين للبرتغال. لكن يوجد شيء واحد لا شك في أنه سيسعد ديل بوسكي وهو القوة الذهنية للاعبيه في ركلات الترجيح خاصة بعد أن أهدر تشابي الونسو ركلة الترجيح الأولى التي أنقذها الحارس البرتغالي روي باتريسيو. كما أظهر المدافع سيرجيو راموس شجاعة كبيرة وهو ينفذ بنجاح ركلة الترجيح الثالثة حين سدّدها بطريقة ذكية من فوق الحارس تمامًا مثلما فعل اندريا بيرلو لاعب إيطاليا ضد انجلترا في ركلات الترجيح بدور الثمانية. وأهدر راموس ركلة ترجيح لريال مدريد حين خرج من قبل نهائي دوري أبطال اوروبا أمام بايرن ميونيخ الشهر الماضي. وقال ديل بوسكي: «قال (راموس) إنه لاحظ الحارس يندفع الى جانب في كل الركلات فاختار تقليد بيرلو. يبدو ان هذا هو النمط السائد الآن وهو يعجبني».