سياحهم يتنقلون بين المدن السياحية فيجدون أمامهم خيارات متعددة في السكن، شقق وفنادق بأسعار مرتفعة، وأخرى بأسعار متوسطة وثالثة بأسعار منخفضة، وكل يختار السكن الذي يناسب ميزانيته ووضعه الاقتصادي، وسياحنا أيضاً - ولله الحمد- لديهم أكثر من خيار فلديهم شقق مفروشة أسعارها تنافس درجات الحرارة في الارتفاع، وفنادق لا يملكون أن يجيبوا موظف الاستقبال عندما يخبرهم عن سعر الليلة إلا بقولهم (الله يحل الحجاج عند ولده)، - طبعاً الحجاج هو صاحب الشقق المفروشة! - سياحهم يمتلكون خيارات متعددة في السفر، إن أرادوا البر فلديهم طرق برية فسيحة وجميلة وذات خدمات متنوعة هي جزء من رحلة الاصطياف، ولديهم قطارات سريعة آمنة ذات تجهيزات راقية ومواعيد منتظمة، وإن أرادوا الجو فلديهم خيارات متنوعة من الخطوط الجوية وكل منها ينافس الآخر من أجل رضا السائح، وسياحنا أيضاً لديهم طرق برية جميلة ولكن عليهم أن يحرصوا على دعاء السفر لعل الله أن يحميهم من تحويلات وصبّات ونيران وزارة المواصلات التي لا تكثر إلا في الإجازات، سياحهم يمتلكون خيارات متعددة في السفر، إن أرادوا البر فلديهم طرق برية فسيحة وجميلة وذات خدمات متنوعة هي جزء من رحلة الاصطياف، ولديهم قطارات سريعة آمنة ذات تجهيزات راقية ومواعيد منتظمة وعليهم أن يحذروا من الوقوف في استراحات محطات الطرق فحالها يبكي العدو والصديق، ولديهم أيضاً خيار القطار ولكن عليهم أن يحملوا معهم كميات كبيرة من الماء لئلا يهلكوا عطشاً عند تعطله، أما الجو فلا يوجد امكانية إلا في الصيف القادم لأن الناقل الحصري والوحيد رحلاته قليلة. - سياحهم يدخلون مدن الاصطياف فيرون أمامهم مظاهر البهجة والسرور، وسياحنا يدخلون مدن الاصطياف دخول الفاتحين حيث تستقبلهم فلاشات كاميرات ساهر عند المدخل تماماً. - سياحهم أمامهم في مدن اصطيافهم خيارات متنوعة ما بين المتاحف والمنتزهات الطبيعية والمراكز الحضارية والتسوق، وسياحنا أيضاً لديهم خيار جميل وتربوي، فهم يستطيعون أن يزوروا المنتزهات ليبينوا لأولادهم أهمية النظافة والمحافظة على الممتلكات العامة عندما يرون ما فعله بها سابقوهم، ولهم أن يطلعوا على ما كتبه الجيل من كتابات تاريخية مثل (ذكريات أبو جلمبو) (ورقم البي بي)، ولهم أن يطلعوا على مغامرات المفحطين وسائقي الدبابات المستمتعين بمواهبهم على الآخر. -أخيراً سياحهم يرجعون من الإجازة إلى بيوتهم آمنين ليستعيدوا ذكريات الرحلة الجميلة، وسياحنا أيضاً يعودون إلى بيوتهم آمنين ليستعيدوا أثاثهم الذي نهبه سيدنا الحرامي بشرائه من سوق الحراج، مع ضرورة تمرين المخ من خلال الإجابة على سؤال شرلوك هولمز ( من تتهم؟) تحياتي لسياحتنا الوطنية الجميلة!