* سياحهم يختارون ما أرادوا من منتجعات وفنادق وشقق مفروشة، بأسعار تتراوح حسب مستوياتهم الاقتصادية، وسياحنا لا يستطيعون، فالمنتجعات محرمة عليهم طول العمر، والفنادق أسعار الليلة فيها تساوي نصف مرتباتهم، والشقق المفروشة التي كانت صديق الجميع أصبح لسان عمداء الاستقبال فيها ( هذا موسم صديق!!)، يعني ارفع بلا حسيب ولا رقيب. * سياحهم يتنقلون على طرق جهزت استعداداً للموسم، وسياحنا يتنقلون على طرق لم تجهز إلا في الموسم، فإذا جاءت الإجازة الصيفية رأيت أعمال الطرق والتحويلات، وكأن وزارة المواصلات لديها خطة في معالجة الطفرة البشرية. * سياحهم إن أرادوا القطار فهو مجهز بأحدث الوسائل، وإن أرادوا الحافلات فهي أيضاً جاذبة لكل سائح، وسياحنا لا يعرفون من القطارات إلا قطارهم العتيق المجهز بأقدم الوسائل، ولا من الحافلات إلا حافلات النقل الجماعي الذي لا تستطيع الوصول إلى محطته من سيارات المشاوير، ولن تصل إلى وجهتك إلا في نهاية الاجازة بسبب كثرة الوقفات. * سياحهم إن أرادوا الطيران، فما عليهم إلا أن يتوجهوا إلى أقرب مطار، ليختاروا ما أرادوا من خطوط طيران، وبأسعار مناسبة، وسياحنا ما عليهم إلا أن يرفعوا سماعة الهاتف ليسمعوا ( ما فيه حجز)، عفواً إلا إذا كان معهم واسطة. * سياحهم يختارون ما أرادوا من متاحف تتكلم عن حضارتهم ورجالهم، وسياحنا فلا خيار إلا مطاعم المندي والمدفونة أو المكتبات العامة التي تحتاج إلى مضاد الربو إذا دخلتها. * سياحهم يتمتعون بزيارة أماكن سياحية، تتكلم برائحة التاريخ، وجمال الحاضر، وسياحنا إذا ذهبوا إلى أماكننا السياحية وجدوها تتكلم ب ( ذكريات أبو جلمبو)، و ( إذا كان العشق جريمة فليشهد التاريخ أني مجرم ) وعاش الوعي!! * سياحهم يستمتعون بكل دقيقة من وقتهم، وسياحنا يعيشون في خوف ورعب كل لحظة من وقتهم، فمن يعلم متى ستنقطع الكهرباء؟!، طبعاً بسبب المواطن !! * باختصار سياحهم يروحون عن أنفسهم بين المناظر الطبيعية والأماكن الحضارية، وسياحنا يندبون حظهم بين المستشفى والصناعية.