وضع الاتحاد الاوروبي لكرة القدم نفسه في مأزق لأن غالبية القرارات التي اتخذها برأسية الفرنسي ميشال بلاتيني مثيرة للجدل حيث كانت معظم العقوبات متضاربة بين منتخب او اخر ومن مباراة الى اخرى وحسب تصرفات الجماهير لكن هناك من يتفق ان حجم العقوبات لا يتطابق ابدا مع حجم المخالفات ففي أحيان كثيرة كان يستحق بعض المخالفين عقوبات أقسى مما انزل بآخرين ارتكبوا مخالفات عادية. مما لاشك فيه ان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم يتصدى لآفة «العنصرية» على استحياء لكنه تصرف بالمستوى المطلوب بعد الاحداث والتضارب التي رافق لقاء بولندا وروسيا حيث انتهى به المطاف الى تغريم روسيا 120 الف يورو وحسم 6 نقاط مع وقف التنفيذ ضمن التصفيات المؤهلة الى نسخة 2016 في حال كررت الجماهير شغبها. لكن الروس استأنفوا القرار وهم تشجعوا كثيرا حين وجدوا ان «اليويفا» لم يحرك ساكنا امام الاساءات العنصرية تجاه اللاعبين السمر وهو ما ظهر جليا في ملاعب البطولة دون ان يجد أحد تحرك حاسم من قبل الاتحاد الاوروبي فكيف مثلا ان يغرم الاتحاد الكرواتي 100 الف يورو بعد الهتافات العنصرية بحق ماريو بالوتيلي لاعب منتخب ايطاليا وهي عقوبة مجملة مقارنة بما تتركه العنصرية بالنفوس. المضحك والمثير للسخرية ان عقوبة كرواتيا وجماهيرها التي خرجت عن الاطار المألوف في كل المباريات عادلت العقوبة التي نالها مهاجم منتخب الدنمارك نيكولاس بندتنر لأنه روج لإحدى شركات المراهنات الايرلندية لكن السؤال هل ما قام به المهاجم بنفسه خروج عن النص الذي قام به الجمهور الكرواتي؟. لطالما كان اتحاد بلاتيني يكيل مكيالين في العقوبات ولا يزال بعيدا عن ايجاد حل للعنصرية فتخيلوا انه الاتحاد الاوروبي غرم بنفيكا البرتغالي في دوري ابطال اوروبا 20 الف يورو لهتافات عنصرية ضد بالوتيلي فيما غرم مانشستر سيتي فريق بالوتيلي 38 الف يورو لتأخره دقيقة واحدة في النزول الى الملعب بين الشوطين. الظاهر ان البطاقة الصفراء يجب ان ترفع بوجه رئيس الاتحاد الاوروبي ميشال بلاتيني فهو هدد بالوتيلي نفسه بأغلظ العقوبات اذا ترك الملعب ردا على العنصرية واصفا هذا التصرف بالتطرف فيما لا يزال مهملا ملفا ضخما هو العنصرية فأي رئيس اتحاد أوروبي هذا. [email protected]