[Decrease font] [Enlarge font] غيب الموت عنا نايف بن عبدالعزيز رحمه الله واسكنه فسيح جناته الا ان اعماله باقية شاهدة له مدى الحياة على ما بذله من عمل من اجل حماية ورفعة الوطن. قليل من القادة الذين تجتمع فيهم مميزات نايف فهو اولا وقبل كل شيء الانسان الذي دائما ما دعا للتسامح والعفو والمؤاخاة وسبيله في ذلك العفو عند المقدرة فما ان واجه موقفا او ازمة او محنة الا وعاملها بالرفق والاحسان فهو الأب للصغير والصديق للكبير وترى ذلك في مجالسه اليومية عندما يستقبل جماهير المواطنين والمقيمين، كلٌ اتى اليه بشجونه ومشاكله فيعالجها بالحكمة والقول الحسن والتوجيه السديد يستمع برحابة صدر وابتسامته التي لا تغيب عن شفتيه فما ان يترك الشاكي الا وقد شفا غلاله. نايف القائد الذي يصقل معدنه كلما اشتدت الأزمات فيعالجها بالحكمة والعقل السديد فهو المحارب الذي يقف في الميدان وكثيرا ما نشاهده وقد شمر ساعده وقادة الجنود حتى النصر. ولا ينسى التاريخ لنايف كيف عالج في 1980 الاعتداء على حرمة مكةالمكرمة من قبل الضال جهيمان وزمرته فعالج موقفا صعبا وحساسا بالصبر والروية الى ان انتصر الحق على الباطل. خلال فترة تربعه وزيرا للداخلية عم البلاد الأمن والأمان فهو القوي اللين الذي لا يساوم ولا يقبل اوساط الحلول فيما يتعلق بمصالح الوطن وأمنه واستقراره وقد اشرف شخصيا على كل كبيرة وصغيرة حتى يأمن المواطن والمقيم على روحه وعرضه وماله. لقد عاش يرحمه الله في محيط من العنف والارهاب فأخمد الفتنة في مهدها واصبحت المملكة مدينة له بنعمة الأمن والأمان الذي بدونه لا تستقر الشعوب ولا ترقى ولا تزدهر. نايف الاداري الذي يقضي الساعات الطويلة في مكتبه ليل نهار يطلع على كل كبيرة وصغيرة حتى يكون حاضرا في كل المواقف لا يخفى عليه أمر الا وعمل له حسابه. نايف القوي الذي لا يخاف لومة لائم في رفع كلمة الله واتباع السلف الصالح ولما فيه خير البلاد والعباد. وقد قاد سموه عدة حملات لإغاثة المتضررين من الكوارث والمجاعات في مختلف بلدان المسلمين منها الصومال وكوسوفو وأفغانستان. وقد انشأ يرحمه الله جامعة نايف للعلوم الأمنية وترأس مجلس ادارتها وذلك لتخريج الكوادر الأمنية المؤهلة وهي تمنح شهادات الدبلوم والماجستير والدكتوراه في الشؤون الأمنية والعدلية. وأسس جائزة السنة النبوية لدعم الباحثين والعلماء في مجالات السنة وعلومها ومنح جوائز في مسابقة الحديث النبوي وانشأ الكراسي العملية محليا ودوليا ومنها كرسي للأمن الفكري وكرسي للقيم الأخلاقية ومنح عدة جوائز منها جائزة الامير نايف للسعودة. رحمك الله يا نايف وأسكنك فسائح جناته وجزاك الله خيرا عنا وسوف يبقى اسمك وذكرك واعمالك شاهدة لك على مر الزمان وشافعة لك في ميزان حسناتك.