[حمد وقصة البيض والدجاج] وسط مركز المبيعات الكبير، أخرج الشاب حمد كل ما في جيبه، فلم يجد فيه إلا ما يكفي بالكاد لشراء دجاجتين وطبق بيض، وبعض الخبز، وهو ما سيتناوله أولاده في الغد، ومع مرور الأيام، وجد حمد أن أسعار الدجاج والبيض في ارتفاع، فاكتفى بدجاجة واحدة، ورأى أن يبتاع نصف طبق من البيض، مبدياً خشيته أن تواصل الأسعار ارتفاعها، فلا يقدر على شراء ما يطعم به أفواه أسرته. لا أقول جديداً إذا أكدت أن الدجاج والبيض من السلع الغذائية الأساسية، التي تعتمد عليها غالبية الأسر، الفقيرة قبل الغنية في سد جوعها، بسبب رخص أسعارها مقارنة بأسعار اللحوم الحمراء وغيرها من السلع الأخرى، فالدجاجة الواحدة، تقبل القسمة على شخصين، أو أربعة، وأحياناً ثمانية أشخاص، وربما أكثر بحسب الوضع المعيشي للآكلين، وإذا انعدم الدجاج، فالبيض يحل محله، ولكن ماذا تفعل الأسر الفقيرة إذا بات تأمين الدجاج والبيض مستعصياً عليها؟. تسرب فيروس الدواجن القاتل إلى بعض مزارع تربية الدجاج، وحدثت حالات نفوق، تفاوتت بين مزرعة وأخرى، وقابل مسؤولون في وزارة الزراعة ذلك بتصريحات مستفزة، بتأكيدهم أنهم لا يتحركون لمحاصرة أي مرض يواجه مشاريع الدجاج، إلا إذا كانت هناك بلاغات من أصحابها، وهي آلية عمل غريبة من الوزارة، التي كأنها أرادت أن تغمض عينيها، وترفع يديها بحجج واهية قبل أيام، تسرب فيروس الدواجن القاتل إلى بعض مزارع تربية الدجاج، وحدثت حالات نفوق، تفاوتت بين مزرعة وأخرى، وقابل مسؤولون في وزارة الزراعة ذلك بتصريحات مستفزة، بتأكيدهم أنهم لا يتحركون لمحاصرة أي مرض يواجه مشاريع الدجاج، إلا إذا كانت هناك بلاغات من أصحابها، وهي آلية عمل غريبة من الوزارة، التي كأنها أرادت أن تغمض عينيها، وترفع يديها بحجج واهية، مع علمها بوجود حالات نفوق في بعض المزارع. وزارة الزراعة تعلم علم اليقين أن المرض منتشر في مزارع لم تبلغ، وتدرك أن أصحابها يخشون الإبلاغ، خوفا من إيقاف مشاريعهم، وتطبيق الحجر الصحي عليها، وبالتالي، كنا ننتظر من الوزارة أن تغير آليتها في التعامل مع مثل هذه الحالات، ولا تنتظر بلاغات المزارع حتى تتحرك، وتبادر هي بالبحث عن أي أمراض وتحاصرها وتقضي عليها، حفاظاً على الثروة الحيوانية. في المنطقة الشرقية، يوجد أكثر من 160 مزرعة دواجن، وكل مزرعة بها ما لا يقل عن 100 ألف دجاجة، ورغم ذلك، فانتاجها من الدجاج اللاحم والبيض لا يكفي سكان المنطقة، ويتم الاعتماد على المستورد، وأخشى أن يتوقف الاستيراد لسبب أو لآخر، فنفقد أحد مصادر الغذاء الأساسية، ولا يجد حمد غذاءً لأسرته، أو يجده بأسعار مضاعفة، وهذا ما لا تتمناه وزارة الزراعة بالتأكيد. [email protected]